Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

مظاهر الاستعداد لرمضان

أمل وعمل

A A
اختلفت المظاهر الرمضانية من فترة لأخرى ومن بلد لآخر، حيث كانت تلك المظاهر تتمثل في تهيئة المساجد ووضع الفوانيس في بعض الطرقات ابتهاجاً بدخول الشهر الكريم واحتفاء به، كما تبدأ بعض العوائل في وضع مواعيد يتم من خلالها صلة الأرحام وزيارة الأصدقاء من خلال الإفطار عند بعضهم البعض أو السحور، في حين تحرص بعض العوائل والأسر على البدء في شراء مواد غذائية خاصة ببعض المأكولات الرمضانية، بينما يحرص البعض على إعداد موائد وتجهيز وجبات لإفطار الصائمين وينشط آخرون للانتهاء من الأعمال والارتباطات المختلفة ليتفرغوا في ذلك الشهر للصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات المختلفة.

هذه المظاهر الرمضانية اختلفت اليوم وتكاد لا تظهر في العديد من المجتمعات واستبدلت تلك المظاهر والاستعدادات بإعلانات مكثفة عن الدراما والمسلسلات والبرامج الفضائية الرمضانية المختلفة حتى أصبحت أحد المظاهر الأساسية لرمضان، بل إن بعض الفنانين قد لا ترى لهم أي أعمال فنية إلا في رمضان، وتتنافس القنوات الفضائية بمختلف تخصصاتها في الإعلان عن تلك البرامج والمسلسلات الرمضانية.

يجير البعض ربط تلك البرامج والمسلسلات بشهر رمضان لأن أفراد العائلة في هذا تجتمع مع بعضها البعض أكثر مما تجتمع في غيره من الشهور، فيستمتعون خلال وجودهم مع بعضهم بمشاهدة تلك المسلسلات والبرامج الرمضانية، ولذلك يفيد المسوقون أن نسبة المشاهدة للبرامج والمسلسلات في رمضان تكون عالية بل وحتى الإعلانات التي تتخلل تلك المسلسلات تصبح أسعارها مضاعفة، مما جعل من شهر رمضان موسماً من المواسم الرئيسية والمهمة للقنوات الفضائية، وبالرغم من وجود بعض البرامج والمسلسلات المفيدة والتي تتضمن الكثير من المعاني الإيجابية إلا أن هناك في المقابل بعض البرامج والمسلسلات الأخرى التي تتضمن أفكاراً ومشاهد وعبارات قد لايليق أن تعرض في الأساس فضلاً من أن يكون وقت عرضها في هذا الشهر الكريم المبارك.

شهر رمضان شهر خير وبركة وشهر عبادة وطاعة وعمل وإنجاز وتحقيق للعديد من الأهداف السامية كما أنه شهر يتم من خلاله فعل المزيد من الحسنات ولا ينبغي أن نضيع أوقات هذا الشهر الكريم في متابعة البرامج والمسلسلات خصوصاً غير الهادفة أو غير المفيدة أو تلك التي قد تتضمن ما يسيء إلى عاداتنا وتقاليدنا وتسعى إلى نشر السلوك الخاطىء في مجتمعاتنا، فواجبنا أن نستثمر وقت رمضان فيما يفيد وأن نستعد لذلك من الآن حتى لا يأتي رمضان وينتهي ونحن لم نقم بشيء فنندم على ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store