يَحْرِص بَعض قُرَّائي وقَارِئَاتي عَلَى النَّواصِي، لقِلّةِ حرُوفهَا ومَبنَاهَا، واتِّسَاع مَدلولهَا ومَعنَاهَا، ولَا عَجب فِي ذَلك، فنَحنُ فِي عَصرٍ؛ يَتطلَّب السُّرعَة والاختصَار، والاختزَال ودِقّة الأَفكَار، لِذَا إليكُم مَا استجدّ مِن نَوَاصِي «أَبي سُفيَان العَاصِي»:
* الحُبُّ يَعرِف مَقَامَات النَّاس، ولأنَّ المَرأَة كَائِنٌ لَطيف؛ فهو يَستَأذنهَا قَبل الدّخُول عَليهَا، أَمَّا الرَّجُل، فهو جَافٌ أَرعَن، لِذَلك يَدخُل الحُبُّ عَليهِ بالقوَّة، ومِن غَير استئِذَان..!
* قَالت «هند بنت عُتبة» -زَوجة أَبي سُفيَان بن حَرب-: (إنَّمَا النِّسَاء أَغلَال.. فليَختَر الرَّجُل أَخفّهَا عَليهِ)..!
* أَنَا أَخَافُ مِن وعُود النِّسَاء، لأنَّها مِثل زِبدة اللَّيل؛ التي تَذوب وتَتَلَاشَى عِند شرُوق الشَّمس..!
* قَال «غازي القصيبي» – رَحمه الله- فِي هجَاء المُثقَّف: (وأَحمِلُ فِي دَمي هَمُّ البَرَايَا)..!
* وقَال شَيخنَا الفَيلسوف «عبدالرحمن المعمَّر»: (تَربية العقُول لَيسَت كتَربية العجُول)..!
* الفِكْرَة كالسَّمَكَة تَمرُ أَمَامك، فإنْ لَم تَصطدهَا وتُقدِّرهَا، أَخذَهَا غَيرُك..!
* مَا أَصعَب الحَال، حِينَ يَكون العِلَاج أَسوَأ مِن المَرَض..!
* قِيَام الجَالِسين للسَّلَام عَلَى الدَّاخِل؛ عَادَةٌ قَبيحَة، يَنتُج عَنهَا عَشرَات الأَضرَار، كاندِلَاق الشَّاي والقَهوَة والعَصَائِر، ونَثْر المكسَّرَات والمُهشّمَات..!
* كَانَت البَشريَّة تَتذمَّر مِن الانتظَار، وحِينَ جَاء الجوَّال تَركُوا التَّذمُّر، وانشَغلُوا بِهِ، بَعد أَنْ كَانُوا لَا يَجدون إلَّا أنُوفهم يَلعَبون فِيهَا..!
* اهتمَام بَعض أَصحَابي بِي، مِثل اهتِمَام مُوظّفي الخطُوط السّعُوديَّة بِرَبط الحِزَام، ولَا يَهتمّون بتَأخُّر مَوعد الإقلَاع..!
* قَبْل فَترَة، تَجوَّلتُ كَثيراً بسيَّارَات الأُجرَة فِي جُدَّة، فاطّلعتُ عَلَى جَوَانِب خَفيَّة؛ مِن التَّأريخ اليَومي لهَذه المَدينَة المُثيرَة..!
* يُعجبني فِي بَعض الدُّعَاة؛ الذين يَتمتَّعون بالثَّرَاءِ الفَاحِش، قَولهم: (اللهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِيناً وأَمِتْنِي مِسْكِيناً)..!
* الاستمَاع إلَى الوُعّاظ، والتّهَافُت عَلَى المَواعِظ، مَرحَلَة مِن مَرَاحِل نموّ السّعوديِّين والسّعُوديَّات..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقِي؟!
بَقِي أنْ نُودِّعكُم، لنَلقَاكُم في نَواصِي قَادِمَاتِ، عَبرَ الجُمَلِ والكَلِمَات..!!