.. في طريقي إلى طائف الورد لحضور احتفاء ناديها الأدبي بمرور عام على مجلته الإلكترونية «فرقد الإبداعية» دار في ذهني بعض الأخيلة تشكلت منها بعض الأسئلة.. الاستفهامات لم تكن منفكة عن بعضها بقدر ما تجسد مدى التلاقي والتكامل..
*****
.. أول تلك الأسئلة انداح عفويًا شفافًا من وحي المناسبة ومن إيحاءات الطريق: تُرى نحن ذاهبون للاحتفاء بالثقافة في مدارج الإعلام أم نحتفي بالإعلام في دار الثقافة..؟!
*****
.. ثم تبعه سؤال آخر: هل غاب الإعلام عن الثقافة أم أن الثقافة حضرت في ساحة الإعلام؟ وبصيغة الآكل والمأكول: هل هجر الإعلام خبز الثقافة أم أن الثقافة استساغت حلوى الإعلام..؟!
*****
.. ثم لم تخلو التأملات «السفسطائية» من سؤال عابر لكنه ذو صلة: من يمتلك (الأثر والتأثير) على الآخر.. المرحلة أم الوسيلة الإعلامية..؟!
*****
.. كل تلك الأسئلة وغيرها تمثل في نظري تحولا استشرافيًا يتوافق وطبيعة المرحلة..
*****
.. عشرات السنين مرت ونحن نعيش مرحلة النظر إلى الأرض لنقرأ الصحف والمجلات المحلية منها والخارجية ولم يخطر ببالنا أن الأنظار ستتجاوز هذا إلى مداءات أبعد وأرحب..!!
*****
.. كانت النذر الأولى تلوح من عدة سنوات ولكننا كنا نصم الآذان -أو في أحسن الأحوال- لم نواجه بالقدر الكافي من الأهمية سواء على مستوى المؤسسات الثقافية أو المؤسسات الإعلامية..؟!
*****
.. فعلى مستوى الثقافة ظللنا ولازلنا وسنظل نبحث أسباب العزوف عن الأندية ونتشبث ببعض الأسباب وننسى أو نتناسى أن المرحلة بمتغيراتها أحد الأسباب الرئيسة فلم يعد هناك حاجة لضرب أكباد الإبل
لحضور أمسية بالإمكان معرفة كل تفاصيلها بكبسة «زر»..!!
*****
.. وما يحدث في الثقافة حدث في الإعلام حتى وجدت الصحف الورقية نفسها في وضع لا يحسد عليه وحين حاولت اللحاق (بالمنصات) فاتها القطار، ثم أخطأت حتى في توظيف هذه المنصات بما ينسجم والحال..!!
*****
.. في نظري.. أن المرحلة والرؤية تستوجب منا تحرير الكثير من المصطلحات، فالثقافة لم تعد منبرًا وكتابًا، والإعلام ليس أحبارًا وأوراقًا، نحن أمام فضاء رحب وقرية كونية ومنصات إلكترونية (كوسائل).. ونحن أمام هوية شمولية بكل تفاصيلها وتفصيلاتها (كرسالة ومضمون وهدف) ورأينا كيف أن وزارة الثقافة حولت إستراتيجيتها الثقافية في مجملها إلى مشروعات ومبادرات..
*****
.. نحن جميعًا شركاء في هذا الفضاء وعلينا تسخيره وتوظيفه فيما يحقق رسالتنا.. فالعالم لا يرانا ويتابعنا إلا من خلاله وليس داخل الحجرات أوعلى صدر صفحات الورق..!!
*****
.. أختم بالقول.. ما بدأته مجرد أسئلة مشرعة هي كعناوين أما إجاباتها فأعمق من مقال في صحيفة.