فجع أخي وصديقي الأستاذ هادي العريشي بوفاة زوجته وحبيبة قلبه الأسبوع المنصرم، وكانت صدمة الوفاة مؤلمة جدًا لكل الذين يعرفون «هادي» وأسرته النبيلة الكريمة، رحم الله أم سامي وأسكنها فسيح جناته، والحقيقة التي أقولها هنا لصديقي «هادي» والدكتور جبريل العريشي عضو مجلس الشورى السابق، والعقيد عرفات العريشي: إن الأقمار (لا) تموت، وأذكر والحزن يلفّني كيف كُنَّا نسهر في بيت هادي أيام الدراسة في الجامعة، وكيف كُنَّا نزعجه ليل نهار، وبالرغم من كل ذلك إلا أنني قط ما رأيت و(لا) سمعت من هذا البيت الكبير سوى كلمات أهلاً وسهلاً ومرحبتين، اللهم يارب ارحم هذه الإنسانة العظيمة، واجبر قلب أحبابها جميعًا، وكل الذين يبكون فراقها، اللهم يا رب أنت الرحمن الذي نعبد، والإله الذي له نسجد، كن لها الرحمن، وكن لأهلها الصبر والسلوان.
هناك في العزاء، التقيت دموع الرجال وشهامة الأصدقاء والتفاف الأقارب حول المأساة التي جمعت كل المحبين من كل مكان، والتي جاءت لتُصافح أرواح أهلها الدامعة، وهناك التقيتُ أخي وأستاذي الكريم الكبير الدكتور هاشم عبده هاشم، هذا الوفي الذي علَّمني ذات يوم في عكاظ فنون الصحافة، وعلم الصحافة وأدب الصحافة وقيمة الكلمة في التأثير، فكان اللقاء والوفاء والصفاء معه، ومع كل الذين جاءوا وفي صدروهم غصَّة وجرح وألم وحزن (لا) يمكن أن يكون حكاية عابرة أبدًا.. رحمك الله يا أم الشهامة والكرامة..
(خاتمة الهمزة).. يا صديقي «هادي» ويا أخي الدكتور جبريل.. لله ما أخذ ولله ما أعطى، وثقوا أن الله معكم، وأعرف جيدًا أن «ألم البتر وإن كانت يد شلاء يضني..»، لكنه القدر.. وهي خاتمتي ودمتم.