* أكثر من سبع سنوات، واحتياج الحاسب في وظائف التعليم (بالقطارة)، هذا إذا ما عرفنا أن الخمس سنوات الأولى حتى القطارة مفقودة، فهل ختمنا في مدارسنا الحاسب تعلماً وتعليماً وتوظيفاً ؟!.
* تساؤل يفرضه واقع بطالة خريجي الحاسب اليوم، الذين يعمل جلهم في وظائف لا تنتمي لما جلسوا فيه سنوات على مقاعد الدراسة، وختموا ذلك المشوار بوثيقة خريج حاسب، كانوا يعتقدون أنها جواز مرورهم إلى عالم اليوم بكل ما يعنيه الحاسب من أهمية.
* ولكن الذي حدث أن تم تهميشهم من وزارة التعليم (التي أعدتهم)، وهنا تجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم تمثل الراعي الرسمي للبطالة، بدليل أنها تُعلم، وعند التوظيف تتجاهل، في وقت حتى مع كونها تدرك حجم الاحتياج والفائض، فإنها لا تتدخل في إغلاق تلك الأقسام المكتفية، بل تتركها ليدفع الشاب الضريبة من عمره.
* مع يقيني أننا لم نكتفِ في الحاسب، وأننا لم نبدأ كما يجب حتى نكتفي، ونحن اليوم نعيش ثورة هائلة في عالم التحول الرقمي، والحوسبة، والحكومة الإلكترونية، ولكن صناع القرار في وزارة التعليم لهم رأي آخر، يُبرهن عليه مصير آلاف الخريجين في الحاسب بمختلف فروعه، هم اليوم بين عاطل، وموظف بشهادة الثانوي!
* حتى من سطوة الإقصاء في القطاع الخاص، أنهم يطالبون بشهادة البكالوريوس، ولكن عند حصول التوظيف يتم هكذا (المؤهل : شهادة الثانوي وما فوق)، فالله أكبر كيف التهمت شهادة الثانوي كل الجامعة من بابها لمحرابها، وأصبحت وثيقة الجامعة (علَّاقة مفاتيح) بيد شهادة الثانوي، والله المستعان.
* وبعودة إلى حاجة مدارسنا إلى التوسع في تعليم الحاسب، فإنها حاجة تنطلق من أهمية الحديث عنها من باب المكرر، وعليه فإن من الأهمية بمكان أن يتم البدء في تدريس الحاسب من الصف الأول الابتدائي، هذا إذا ما أردنا أن نساير ما يعيشه العالم اليوم من تحول رقمي متسارع، الأمي الذي لا يملك أدوات التماهي مع ذلك الواقع المحوسب.
* وعليه فإنني وفي ظل ما سبق أقول إن بطالة خريجي الحاسب (ما تنبلع)، فإن ضاق -جدلاً- أفق القطاع الخاص عن فتح المجال أمامهم، فإن من الواجب أن يجدوا من وزارة التعليم خاصة، والقطاع الحكومي عامة ما يفتح المجال أمام توظيفهم، بل والاستفادة القصوى من علمهم، سيما ونحن في زمن الجيوش الإلكترونية، وعلمي وسلامتكم.