أشفق جداً حين أرى ابني «علي» وهو يذاكر، وهو يسهر، وهو يتعب من أجل التفوق، وأتعذَّب معه وعليه وهو يتقطع ليل نهار، وكل الأسرة تُحاول جاهدة أن تصنع له وإخوته جواً هادئاً يُعينه على الدراسة، ويُمكِّنه من التفوق في دراسته في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في تخصص العلاج الطبيعي، هو في طريقه للامتياز، وقلوبنا معه، ولأن النجاح ليس بالسهل، ولا التفوق كذلك، والذي بالتأكيد يتحقَّق بجهودٍ مضنية وإصرار يُحوِّل حياة الطالب إلى معركةٍ شرسة تنتهي بالنصر والنجاح، وهنا يكون الأمر مؤلماً وصادماً حين يأتي النجاح، ومن ثم يأتي بعده الألم الضخم والصدمة القاسية والحسرة القاتلة في البطالة، والتي أصبحت قضية وطن، ومعاناة حقيقية تعيشها كل الأسر، التي تعبت في تربية وتعليم الأبناء والبنات، وانتهى بهم التعب؛ إلى تعبٍ وحزن وتعاسة، وفراغ كريه..!!!
أنا أتمنى على كل المسؤولين المعنيين العمل من أجل إنهاء هذا الملف الخطير، ليس هكذا بالكلام، بل من أجل أن نمنح عقول بناتنا وأبنائنا فرصة وعناية أكبر، ورعاية تليق بجِدهم وتعبهم، وتُمكِّنهم من العطاء في وطنِ الخير، ليكونوا هُم العناصر الفاعلة في المستقبل، وأن نتبنَّى كل الحلول التي تنهي مآسي الأجيال، والذين لابد أن نجد لهم حلولاً ناجعة تُنهي القلق وتصنع الأمل، والحديث هنا ليس عن ابني «فقط»، فأبناء وبنات الوطن كلهم بناتي وأبنائي، وكلهم يليقون بالكتابة، ويليقون بكل الحب وكل التقدير..!!!
(خاتمة الهمزة)... لا قيمة للتفوُّق حين ينتهي بصدمة الفراغ والبطالة.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
