طريق المدينة المنورة، الذي يخترق وسط محافظة جدة من جدة التاريخية جنوبًا حتى ثول شمالًا، من أكثر الطرق ازدحامًا، واستخدامًا، وذو كفاءة عالية في حركة المركبات التي تجوبه يوميًّا (آلاف السيارات) ذهابًا وإيابًا، وتتفرَّع منه طرق عدّة، وشوارع جانبية على قدرٍ كبير من الأهمية، باتجاهات الشرق والغرب؛ ولذلك يعتبر رابطًا حيويًّا مهمًّا جدًّا في تيسير حركة المرور، وضمان انسيابيتها في معظم الاتجاهات.
طريق المدينة يعاني مِن رداءة الرصف، وكثرة الحُفر والشقوق، التي تعتريه في معظم الأحيان، خاصة بعد نزول غشقات من الأمطار التي يتبدَّل بعدها الطريق إلى أسوأ ما يكون؛ إذ تنحرف السيارات يمينًا ويسارًا، تفاديًا للوقوع في حفر وسط الطريق؛ ما يُسبِّب العديد من الحوادث والاصطدامات.
الجزء الأكثر رداءة عبر هذا الطريق الطويل، هو الممتد بين جسر الصالة الملكية جنوبًا، حتى جسر الملك سعود شمالًا، وفي كلا الاتجاهين؛ إذ يحتاج إلى رصف وإعادة تأهيل بصفةٍ عاجلة؛ لأنه بوضعه الحالي غير مقبول، مقارنةً بالطرق الممتدة في معظم جنبات محافظة جدة، والتي تتميَّز بالجودة، إلا أنها يعتريها بعض القصور والتدهور، كما هو حاصل في طريق الأمير أحمد بن عبدالعزيز، الموصل إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي، والذي مضى عليه ردحٌ من الزمن، ولم تُحل مشكلاته.
طريق المدينة يحتاج فعلًا إلى معالجة سريعة، خاصة أنه يُمثِّل وجهة حضارية؛ إذ يسلكه معظم القادمين من خارج المملكة من الحجاج، والعمّار، والزوار، والمتجهين للأماكن المقدسة، أو إلى وسط مدينة جدة، أو أطرافها المتباعدة في معظم الاتجاهات.
لنا أمل في أمانة جدة بالعمل على تحسين وتجويد شوارع وطرقات مدينة جدة، بأن تكون طرقاتها وشوارعها على مستوى عالٍ من الجودة والإتقان، وأن تُلزم الأمانة، جميع الشركات العاملة في هذا الشأن بالمواصفات والمقاييس السعودية التي تتبعها المملكة من حيث جودة طبقات الأسفلت المنفذ على الطبيعة، وأن تعمل مصارف لمياه الأمطار على جانبي الطريق؛ لضمان انسيابية المياه، بدلًا من تكدُّسها في وسط الطريق، وأن تُعالج قضايا الحفر البالوعية المتناثرة في معظم شوارعنا بالطريقة المثلى؛ لأنها أهلكت سياراتنا، وأرهقت جيوبنا، ولا تتناسب مطلقًا مع الوضع العام لهذه المدينة الجميلة، التي تعتبر من أجمل مدن الشرق الأوسط، إن لم تكن أجملها على الإطلاق.