أفكار الضلال والتدمير والتكفير لا مكان لها في مجتمعنا، والمملكة العربية السعودية ماضية بكل حزمٍ وعزم في تطبيق شرع الله المطهر في كل ما من شأنه أن يُعرِّض البلاد والعباد لأي خطر وكل مَن يعمد إلى إشاعة الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية، والإضرار بالسلم والأمن الاجتماعي.
الأسبوع الماضي صدر إعلان وزارة الداخلية عن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا وإقامة حد الحرابة بحق 37 شخصًا سعوديًا بعد إدانتهم بالإرهاب، إذ شكَّلوا بأعمالهم الإجرامية خلايا إرهابية استهدفت الإفساد والإخلال بأمن المملكة، وإثارة الفتنة الطائفية، ونشر الفوضى، والإضرار بالسلم والأمن الاجتماعي، وتم تنفيذ تلك الأحكام في 6 مناطق من مناطق المملكة، وقد جاء ذلك الإعلان كأبلغ رد صارم وطريقة مثلى على كل مَن تُسوِّل له نفسه أن ينهج ذلك النهج الإرهابي، أو ينضم إلى أصحاب الأفكار الضالة والمتطرفة، مؤكدًا أن سيف العدل سيكون بالمرصاد أمام كل مارقٍ وخارجٍ عن القانون، وأن المملكة ستُواصل حربها على الإرهاب لاجتثاثه من جذوره، ليبقى الوطن آمنًا مطمئنًا طاردًا لكل مَن يُفكِّر أن يعبث بأمنه، أو يمس استقراره.
لقد قام أولئك الجناة خلال سنوات مضت بتشكيل خلايا إرهابية، وتبنّوا الفكر الإرهابي المتطرف، وروّعوا الآمنين، وهاجموا المقار الأمنية، واستخدموا القنابل المتفجرة، وسفكوا الدماء وقتلوا عددًا من رجال الأمن غيلة، وخانوا الأمانة بالتعاون مع جهاتٍ معادية بما يضر بالمصالح العليا للبلاد، فجاء تنفيذ حكم القتل تعزيرًا، وإقامة حد الحرابة فيهم حفظًا لأمن وسلامة أفراد المجتمع، والحفاظ على مقدراته، وهي واحدة من الضرورات الخمس، التي حفظتها الشريعة الإسلامية، فتطبيق الحدود والقصاص من المجرمين يشيع الأمان والاطمئنان في المجتمع، ويُساهم في إحقاق الحق وتطبيق العدل ورفع الظلم، ورد الحق لأصحابه.
هذه الفئة الضالة والمارقة من الإرهابيين -والتي لقت مصيرها المحتوم وفق شرع الله- ظنّوا في يومٍ ما بأنهم سيفلتون من العقاب، وأنهم سيتمكنون من الفرار من يدِ العدالة، ولن يُحاسبوا على ما فعلوا من جرائم، غير أن رجال الأمن وحماة الوطن تمكَّنوا من التصدِّي لهم وردعهم، والقبض عليهم، وتقديمهم للعدالة، ومن ثم تنفيذ حكم الله فيه، وبذلك فإن المملكة تُؤكِّد يومًا بعد يوم أن هذا هو مصير ونهاية كل إرهابي، وأنها لن تتوانَى عن ردع كل مَن تُسوِّل له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن ومواطنيه والمقيمين على أرضه، وأنها ستضرب بيدٍ من حديد كل فاسد وإرهابي وضال يُريد النيل من وحدة واستقرار هذا الوطن، أو الإضرار بأمنه، وشق وحدة الصف، أو الاستهتار بأنظمته وقوانينه، أو مخالفة التشريعات التي يقوم عليها.