Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

للحفاظ على الحس العام

A A
.. بعد نظام الحفاظ على الذوق، ربما هناك نظام أكثر أهمية لأنه يتعلق بصورتنا وبسمعتنا كشعب سعودي ويتعلق بمشاعرنا وأحاسيسنا.. وهو ما يمكن تسميته الحفاظ على الحس العام، والأمثلة والصور التي تسيء إلى حسِّنا العام كثيرة جدًا..!!

*****

.. أحدهم يشتري شاة بمليون وأربعمائة ألف ريال، وأخرى بقرابة المليون، وثالثة بنصفه.. ويكوّن الأخ زريبة من ٦ أو سبع شياه بملايين الريالات.

يحدث هذا في وقت أن الكثيرين والكثيرين يغصون بفاتورة الكهرباء وفاتورة الماء.. ولساهر سطوة أكبر.. وكثيرون مطحونون في رحى الغلاء وضنك العيش..

.. لا نحسد أحدًا لكن على من بهم سخف أو سفه أن يراعوا مشاعر الفقراء والمحتاجين.. وما أكثرهم.. فعلى الأقل يالطيبين إن لم تعطوهم لا تقهروهم..!!

*****

.. ومقاطع كثيرة لأولئك الهوامير وفوضوية العبث بالمال وكأننا لم نغادر زمن مزايين أم رقيبة.. وأسوأ ما في الأمر ليس فقط قهر الحس المعدم، ولكن الإيهام بتعميم صورة السعودي القاعد على بئر بترول..!!

*****

.. ومقاطع تتداول لبعض التصرفات الشاذة والغريبة من أناس معدودين وتوظف على أنها عينة (لشعب ناحت) أو (شعب ما له حل)..

يا سادة إذا واحد أوعشرة أو مئة قاموا بمثل هذه السلوكيات فما ذنب ٢٣ مليوناً نلبسهم نفس السوء..؟ .. إننا من حيث لا ندري نسيء إلى سمعة شعب ووطن من غير أن ندري.. فقط للتندر والضحك..!!

*****

.. ثم أننا في بعض المقاطع أسأنا كثيرًا إلى المتقاعدين.. صوَّرناهم بصور شتى من عبث الفراغ وأوصلناهم إلى الحد الذي يشبه الجنون.. ثم نوظف المقاطع بذات الطريقة من التعميم على كل المتقاعدين..

رفقًا بمشاعر المتقاعدين فإنهم فئات عزيزة وغالية قدمت عصارات فكرها وجهدها وعمرها لخدمة الوطن..

*****

.. وهناك في الخارج تحدث منا ممارسات وسلوكيات تناقض الصورة المدنية التي يعيشها الشعب السعودي.. والأسوأ أنها تؤخذ عنا كصورة تعميمية.. قمة في الإساءة..!!

*****

.. ثم راقبوا كل المقاطع والمشاهد والصور التي تصلنا أو تمر من خلالنا... نجدها تقدمنا إما متخلفين أو مترفين عبثيين.. هل هذا نحن..؟!!

*****

.. هناك من يكرس الصورة عنا بأننا البدوي المتخلف.. ويخلق صوراً شتى كمخرجات غير سوية عن حياة هذا البدوي العابث...!!

*****

.. وهناك من يستثمر ممارساتنا في الداخل وتوظيفها لصالح صورة نمطية مفتعلة ومعممة عن الشعب السعودي..! وهذا ما يجب أن نتنبه له..

*****

.. لهذا تظل قضية الحفاظ على السمعة هي جزء أصيل في عمق الحس العام.. وهذا لا يكون إلا بأن يولد لدينا فهم أن شعور الذات يجب أن يكون مرتبطًا ومكملاً للشعور العام.. وبذات القدر من حرصك على حسك يكون الحرص على الحس العام.. وهنا تبرز محددات (أنت والآخر) تعاملاً وسلوكًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store