وقعت فرنسا والعراق مساء أمس الخميس "خارطة طريق استراتيجية" تتضمن جوانب عسكرية وأمنية واقتصادية، كما أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة لدى استقباله رئيس وزراء العراق عادل عبدالمهدي في قصر الإليزيه. ويرتكز التعاون بين البلدين على أولويات عدة بحسب الرئيس الفرنسي، "أولاها مكافحة التهديد الإرهابي. فقد تميزت المعركة بالنصر ميدانيا لكن لا يزال يتعين علينا اليوم مواصلة هذه المعركة".
وقال إن فرنسا "تريد أن تظل شريكا رائدا في أمن العراق، وتساعد على تعزيز قدراتكم في مجال مكافحة الإرهاب، وحماية حدودكم، وإعادة تسليح أجهزتكم الأمنية، وخصوصا المساعدة في إعادة تأهيل العديد من المقاتلين". ينتشر في بلاد الشام حاليًا نحو 1100 جندي في عملية شامال- مساهمة فرنسا في مكافحة تنظيم داعش بقيادة التحالف الدولي- بينهم نحو 150 يتولون مهام تدريب وتطوير القوات العراقية. ويؤكد مصدر حكومي فرنسي إن عملية الانتشار هذه ستبقى كما هي حاليا.
من جهتها، ذكرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي في بيان اليوم أن "الطائرات الفرنسية ستواصل المشاركة في عمليات التحالف لدعم القوات العراقية كما سيواصل المدربون الفرنسيون تدريب الجنود العراقيين". وأكدت سحب بطاريات المدفعية الفرنسية التي تم نشرها على الحدود العراقية السورية بعد انتهاء مهمتها في أوائل أبريل.
وتابع ماكرون أن الأولوية الثانية هي إعادة إعمار العراق التي ستؤمن لها فرنسا وسائل مالية. وبالتالي ستقوم وكالة التنمية الفرنسية قريبا باتخاذ مقر لها في بغداد. كما أعرب ماكرون عن أمله في أن يشارك العراق في ترؤس مؤتمر مع فرنسا في الخريف لدعم ضحايا العنف العرقي والديني في الشرق الأوسط. وقال إن خارطة الطريق ستعزز أيضا التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة. وستقرر باريس "خط تمويل بقيمة مليار يورو" لمشاريع إعادة اعمار البنى التحتية في البلاد مع الشركات الفرنسية.
على الصعيد الثقافي، ساعدت فرنسا في إعادة اعمار جامعة الموصل وإنشاء معهد ثقافي فرنسي عراقي في أماكن كان تنظيم الدولة الاسلامية يصنع فيها متفجرات.
على المستوى الإقليمي، تعتبر باريس أن "استقرار العراق امر حاسم بالنسبة للمنطقة" كما أن ديموقراطيته الشاملة نموذج ينبغي أن تحتذي به المراحل الانتقالية التي تشهدها المنطقة.