أعلن الموفد الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد أمس السبت، أن بلاده مستعدة وراغبة في أن يلقي "جميع الأطراف" أسلحتهم لحل النزاع الدامي المستمر منذ 18 عاما في هذا البلد. ويقود خليل زاد جولة جديدة من مباحثات السلام مع طالبان في الدوحة، حيث يسعى الطرفان للتوصل إلى اتفاق حول انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية من طالبان. وكتب خليل زاد على تويتر أنّ "إلقاء جميع الأطراف أسلحتهم هو نتيجة أي عملية سياسية". وتابع أنّ "موافقة جميع الأطراف على خفض العنف تعد خطوة ضرورية نحو التوصل الى هذه النتيجة، وهي الخيار الأخلاقي المسؤول الذي يجب اتخاذه. نحن جاهزون لذلك".
وتأتي تصريحات خليل زاد غداة دعوة اللويا جيرغا في نهاية اجتماعاتها الجمعة الحكومة وطالبان الى التقيد ب"وقف فوري ودائم" لاطلاق النار على أن يبدأ مع مطلع شهر رمضان. ورد الرئيس الأفغاني أشرف غني بالقول في كلمته التي ألقاها الجمعة في ختام اجتماعات اللويا جيرغا التي جمعت نحو 3200 سياسي ومسؤول ديني وزعماء عشائر وممثلين للمجتمع المدني "في حال كانت حركة طالبان مستعدة تماما للتقيد بوقف لإطلاق النار عندها نكون قادرين على الدخول في التفاصيل التقنية".
الا أنه يبدو أن حركة طالبان رفضت العرض مكتفية بالقول إن "المجاهدين سيسعون إلى تجنيب إيقاع خسائر بالمدنيين خلال شهر رمضان وبعده". كما كتب المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد على تويتر الجمعة أنّ على الولايات المتحدة "أن تنسى فكرة إلقاء سلاحنا".
وكانت طالبان وافقت العام الماضي على وقف لاطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في أواخر شهر رمضان، بعدما أعلن وقف إطلاق النار لثمانية أيام في وقت سابق من الشهر نفسه. وكان ذلك أول وقف رسمي لإطلاق النار منذ الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة في 2001 للبلاد، وتخللته مشاهد غير مسبوقة من المصالحة والفرح في كابول وفي كل أنحاء البلاد. وركزت المحادثات القائمة في قطر بين الولايات المتحدة وطالبان منذ أشهر عدة على كيفية سحب القوات الاميركية من أفغانستان قابل التزام طالبان العمل على مكافحة الارهاب. كما ترغب الولايات المتحدة في التفاوض حول فتح حوار أفغاني أفغاني وحول وقف لإطلاق النار. واعتبر خليل زاد أن هذه "النقاط الأربع مرتبطة الواحدة بالأخرى ولن يكون هناك حل نهائي ما لم نتقف على هذه النقاط الاربع".
إلا أن المتحدث باسم طالبان في الدوحة سهيل شاهين رفض هذه الصيغة ردا على سؤال لصحافي في فرانس برس وشدد على "مرحلتين منفصلتين" من المفاوضات. وقال في هذا الإطار "نحن نناقش نقطتين هامتين : الانسحاب الكامل لكل القوات المسلحة الأجنبية من أفغانستان وعدم السماح لأي كان باستخدام الأرض الأفغانية ضد دول أخرى"، معتبرا ذلك "المرحلة الأولى من المفاوضات".
أما المرحلة الثانية بالنسبة إليه فهي "وقف لإطلاق النار وحوار أفغاني أفغاني مع تشكيل حكومة إسلامية تمثل كل الأفغان" معتبرا أنه "لا يمكن الوصول إلى المرحلة الثانية ما لم ننه المرحلة الاولى". وكانت المحادثات تواصلت مساء السبت في الدوحة كما ستتواصل الاحد. وليس هناك ممثلون للحكومة الافغانية في هذه المحادثات، وتعتبر طالبان السلطات الأفغانية "مجرد دمية" بأيدي الأمريكيين. وينتشر في أفغانستان نحو 14 ألف جندي أمريكي يعملون على تدريب الجنود الأفغان، كما تشن الطائرات الأمريكية غارات على مواقع لطالبان.
واشنطن مستعدة لأن يلقي "جميع الأطراف" أسلحتهم في أفغانستان
تاريخ النشر: 05 مايو 2019 00:24 KSA
A A