.. في تلويحة أولى.. أتقدم لمليك العزم ولأمير الرؤية -حفظهما الله- بأجمل التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، وأدام على وطن الرسالة والقداسة والريادة أمنه وأمانه وإيمانه.. ثم لحضراتكم جميعًا التهنئة والأماني..
*****
.. وفي التلويحة الثانية.. هي مجرد عبور من موضوع مؤلم أصبح عادة رمضانية، وربما تحولت إلى ما يشبه الثقافة المجتمعية.. ما أعنيه هو هذا الهلع في التسوق، وكأن بيوتنا كانت خاوية على عروشها طوال العام.. وللتذكير فقط فنحن الأول عالميًا في إهدار الطعام.. نهدر ما نسبته 34%، «وتكوم» الأسرة السعودية من المواد الغذائية ما يفوق 26% من دخلها..!!
*****
.. أما ما أريد الحديث عنه فهو ما عنونته: (حكاية من زمن المشاعيل).. ولعله الهروب إلى الزمن الجميل بكل حكاياته وخيالاته، بعد أن أصبح هذا العربي مثقلاً بهموم الدم والرغيف..!!
*****
.. (المشاعيل).. حكاية إعلامية بامتياز، في وقت متفرق السبل، وصعب السبيل.. حياة منغلقة على إنسانها، وقد لا تكون أبعادها أكثر من بيت وقرية وجبل..!!
*****
.. في الزمن البعيد القريب، حيث الشح الاتصالي، كانت مدن الطين واللبن والأزقة الترابية تخفي أسرار حكاياها.. في حين أن القرى شوفها وسمعها لا يتجاوز حدود السواقي والتلال..!!
*****
.. من رحم هذا الوقت تولدت فكرة (المشاعيل).. أكوام من النار تشعل على رؤوس الجبال.. يراها أهل القرى.. فيعلمون بحلول رمضان أو العيد..!!
*****
.. تخيلت تهليلات الناس وتكبيراتهم، و(صياح) الصغار وفرحتهم، ولازلت أتخيل (لمة) الأسرة، ورائحة القهوة وحكايا البياض..
*****
.. اليوم.. حضر طوفان الإعلام، وغاب زمن المشاعيل، وغابت معه (لمتنا) وحكاياتنا..!!
*****
.. غاب دفء الكلمات، وحرارة الأيادي، وعناق العيون والوجوه والقلوب، وكل ما بقي لنا في تواصلنا هو رسالة واتساب منسوخة ومحنطة..!!
*****
.. لهذا لا تستغربوا إن لم يكن مساء الغد أحبابكم حواليكم.. ولا تتألموا إذا ما جاءتكم مجرد رسائل واتساب تالي الليل من أبنائكم يهنئونكم بعد أن أنهوا ركضهم وسهرهم.. ولا تلوموهم وهم القريبون منكم، فالزمن قد أبعدهم كثيرًا عنكم..!!
*****
.. بقي أن أقول إن ما بين المشاعيل وأن تصبح المملكة الأول عالميًا على منصات التواصل الاجتماعي، وأن أكثر من 70% من الشعب السعودي يستخدم هذه المنصات، مسافة مذهلة جدًا في فروقها وفوارقها..
اللهم أدِم علينا النعم..