تتباهى دول العالم في رفع أعلامها ذات الألوان الزاهية والأشكال المتنوعة حيث تعرف الدول من خلال أعلامها المرفوعة في المحافل الدولية والمناسبات الرسمية، حيث يحمل كل علم رموزًا وأشكالا تدلل على ذات دلالات عميقة تشير إلى هوية الدولة، وتفخر المملكة العربية السعودية بالعلم السعودي الذي يرفرف خفاقًا عاليًا في جو السماء حاملا بين ثناياه كلمة التوحيد والنور المسطر كلمة الحق «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، حيث يمثل هذا العلم المفخرة والعزة لكل مواطن سعودي يحمل في قلبه وبين جنباته الحب والإيمان بالله ورسوله والكلمة الغالية التي عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نبعث إن شاء الله.
لعلم المملكة مكانة عظيمة ليس في قلوب السعوديين فقط، ولكن في قلوب جميع المسلمين لأنه مسطّر بكلمة الإخلاص ذات القدسية العالية فهو لا ينكس لأي حدث كان كما يحدث لأعلام دول العالم عند فقدان أحد رموزها، أو كوادرها الوطنية، بل يبقى عاليًا شامخًا يزهو بكلمة دعوة الرسل وألوانه الجميلة التي تدلل على العطاء والنماء مثل شجرة عظيمة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
يفخر كل سعودي بأن علم بلاده يقف خفاقًا مشاركًا بين أعلام دول العالم على مختلف مستوياتها: كأعلام الأمم المتحدة، وبارزًا في المنتديات، والمشاركات الرسمية، والمؤتمرات، وغيرها، فهو ذو مكانة خاصة مميزة وغالية بين عامة المسلمين.
منذ أن أسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- هذه البلاد أتخذ هذا العلم شعارًا للدولة، حيث يستعمل في جميع مناسباتها، وكذلك سار أبناؤه الملوك البررة -رحم الله من مات منهم وأطال في عمر من بقي على الخير والطاعة- على نفس النهج، وهو التمسك بالشعار ذاته، الذي يؤكد أن هذه الدولة منذ تأسسيها وهي آخذه بكلمة شهادة الحق نبراسًا لها وبكتاب الله وسنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- صراطًا مستقيمًا لأحكامها ومعاملاتها، وهو الأمر الذي يؤكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- والذي يلتف بهذا الشعار في معظم مناسباته الرسمية وغير الرسمية ويضعه فوق رأسه وعلى كتفيه لأنه يحمل الكلمة العزيزة الغالية على جميع المسلمين وهي كلمة التوحيد الخالص وهي الركن الأول الذي يقوم عليه هذا الدين الحنيف.
نأمل ونرجو من الجهات المسؤولة في هذه الدولة المباركة في التوجيه برفع علم المملكة العربية السعودية عاليًا خفاقًا على جميع المباني والوزارات الحكومية وأن توليه الجهات المنفذة عناية خاصة من التلف، لأن له دلالة عظيمة لجميع سكان هذه البلاد، لما يحمله من كلمة عزيزة يسعد برؤيتها جميع المسلمين، كما نرجو أن يعمم رفع العلم على المدارس، والمستشفيات العامة، والإدارات الحكومية كرمز وشعار للهوية السعودية التي لا يشاركها في مضمونها الراقي أحد في مشارق الأرض ومغاربها.