Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الطامحون لرئاسة السودان المنهك!

A A
في الحراك الذي يشهده السودان الشقيق بدأ يبرز دور «الصادق المهدي» كأحد أهم المعارضين للحكم السابق، وهو من الشخصيات السياسية المعروفة في الداخل السوداني وفي الخارج أيضًا، حيث كان رئيسًا لحكومة السودان لفترتين، الأولى كانت ما بين عامي 67-1969 والثانية 86- 1989، إضافة إلى رئاسته لحزب الأمة، وكان على خلاف مع الجبهة الثورية التي كانت تسعى إلى إسقاط نظام البشير بقوة السلاح، إذ يرى بأن ذلك قد يخلق ديكتاتورية جديدة، وعليه فلابد من البحث عن وسيلة أسماها (القوة الناعمة)، ولذلك ذهب إلى باريس وشارك مع بقية المعارضين السودانيين في اصدار إعلان باريس والذي طالب بضرورة التغيير وإسقاط نظام الحكم من خلال القوة الناعمة.

البعض يرى أن الصادق المهدي طامحًا في رئاسة السودان من خلال تصريحاته التي يرفض فيها التصعيد ضد المجلس العسكري الذي يراه شريكًا في التغيير، ولعدم اعترافه بالوثيقة الدستورية الأولى التي قدمتها قوى الحرية والتغيير للمجلس العسكري، التي يعتبرها اختطافًا، رغم أنه أعلن أنه لن يترشح للرئاسة، رغم أن حزبه قادر على أن يخوض ويكسب أية انتخابات تجري، هو يريد كما صرح لقناة الـ»بي بي سي» تكوين سيادي مختلط، وتكوين أمني قادر على حفظ أمن البلاد، وتكوين تشريعي فيه أحزاب وقوة سياسية، بالإضافة إلى قضاء مستقل.

خلال ترؤسه لرئاسة الوزراء في السودان، كان معارضوه يأخذون عليه بأن حكومته كانت على علاقة وطيدة مع القذافي على حساب مصر وبعض الدول الشقيقة، الأمر الذي ساهم في بعد السودان عن محيطه العربي والإفريقي، إلا أنه برر ذلك بحرصه على عدم استعداء القذافي قائلًا: (تفاديًا لشره وليس أملًا في خيره).

ومع ما هو حاصل من تباين في الرؤى بين الأحزاب المعارضة وبين المجلس العسكري الانتقالي، فإن الصادق المهدي يشجع مساعي الوساطة بين الطرفين التي تقوم بها بعض الجهات وقدمت أفكارًا ومقترحًا بمجلسين، مجلس سيادي مشترك يتكون من 7 مدنيين و3 عسكريين يرأسه الفريق عبدالفتاح برهان، بجانب مجلس للأمن القومي والدفاع من 7 عسكريين و3 مدنيين يرأسه البرهان أيضًا، ومجلس وزراء كامل الصلاحيات التنفيذية تختاره قوى الحرية والتغيير ولا يتدخل فيه مجلس الأمن والدفاع، إلا أن المجلس العسكري الحاكم كما صرح أحد مسؤوليه، بأنه لن يقبل بأغلبية مدنية في أي مجلس مؤقت لتقاسم السلطة، مشددًا أن ذلك خط أحمر.

الحياة في السودان، وكذلك الحركة التشغيلية والتجارية مشلولة تمامًا، وتحول المواطنون إلى زوار لمشاهدة الجداريات ورسوم الغرافتي التي رسمها فنانون كبار على جدران مقار الجيش في العاصمة، مما بدا معه وكأنه المناخ الذي يتمناه الكثير، فمن هو الطامح لأن يرأس بلدًا أنهكته الأنظمة السابقة وضائقته الاقتصادية ويتحمل مسؤولية نقله من غرفة (الإنعاش) إلى غرفة (الإفاقة)؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store