باب الكعبة.. أسرار وحكايات ومنظورات تاريخية
باب الكعبة من مجرد فتحة في البناء الإبراهيمي إلى باب من الذهب الصافي
الملك أسعد التبعي جعله مصراعا واحدا وقريش رفعت الباب وجعلت له مصراعين
ابن الزبير جعل للكعبة بابين للدخول والخروج والحجاج سد الباب الغربي
عبدالملك بن مروان أول من حلى الباب بالذهب والملك خالد آخر من حلاه
الملك خالد أنفق أكثر من 13 مليونا على الباب و280 كيلو جراما من الذهب الصافي
الملك عبدالعزيز أمر بعمل باب الكعبة على حسابه الخاص والملك سعود رعى حفل تركيبه بعد ثلاث سنوات
يتم فتح باب الكعبة مرتين في العام ثم بإذن من خادم الحرمين الشريفين لضيوف المملكة
يتولى كبير السدنة فتح الباب ويقوم سادنان أحدهما بإدخال المفتاح والآخر بسحب القفل
كانت تخصص أوقات لدخول النساء الكعبة التي كان يتم فتحها 7 مرات في السنة وأكثر
أهدى حاكم هندي سلما مخصصا للنساء يتألف من 14 درجة وهو مصنوع من الخشب ومصفح بالفضة
================================================
حظي باب الكعبة كما حظيت غيره من مكونات الكعبة المشرفة بالكثير من العناية والرعاية عبر العصور المختلفة، وتسابق الخلفاء والسلاطين والملوك في عمل أبواب جديدة أو ترميم القديمة وتسابقوا في نوعية مواده وفي تحليته بالذهب والفضة وفي نقوشه وزخارفه.
باب الكعبة تاريخيا
ما بين أول إنشاء لباب الكعبة إلى هذا العهد الزاهر مراحل عديدة من التطوير والتغيير التي مر بها.
1- باب الكعبة في بناء إبراهيم الخليل كان فتحة في الجزء الجنوبي من ضلع الكعبة الشرقي.
2- كان باب الكعبة على مستوى سطح الأرض.
3- قامت قريش برفع مستوى الباب عندما أعادوا بناء الكعبة.
4- في عام 64هـ أعاد بناء الكعبة عبدالله بن الزبير وأعاد الباب إلى مستوى سطح الأرض.
5- جعل عبدالله بن الزبير للكعبة بابين الشرقي للدخول والغربي للخروج وكان طول الباب 11 ذراعًا.
6- قام الحجاج بتعديل ما فعله بن الزبير ومن ذلك باب الكعبة حيث قام بإغلاق الباب الغربي وردم أرضية الكعبة ورفع الباب 4 أذرع عن الأرض وأصبح طول الباب 6 أذرع و10 أصابع.
7- قام الملك أسعد تبع الثالث أحد ملوك اليمن بعمل باب بمصراع واحد يتم فتحه وغلقه للحفاظ على داخل الكعبة.
8- قامت قريش بجعل باب الكعبة بمصراعين وكذلك فعل ابن الزبير والحجاج.
9- وعمل كلٌ من الملك المظفر صاحب اليمن ومحمد بن قلاوون وابنه الناصر حسن والسلطان سليمان القانوني والسلطان مراد الرابع وغيرهم بابا للكعبة عبر عصورهم المختلفة.
10 - في العهد السعودي تم عمل بابين للكعبة الأول عام 1363هـ في عهد الملك عبدالعزيز والآخر عام 1398هـ في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز.
11- يبلغ طول باب الكعبة حاليا 3.10 م وعرضه قرابة المترين وعمقه قرابة نصف المتر فيما يرتفع عن أرض المطاف 2.25 م.
تحلية باب الكعبة
مر باب الكعبة من حيث صناعته وحليه وزخارفه والمواد المصنع منها بمراحل متعددة عبر التاريخ المختلفة.
وكان أبرز من قام بعمل حلي لباب الكعبة:
1- في عام 75 هـ أمر عبدالملك بن مروان بتحلية الباب بالذهب، وربما هو أول من طلى الباب بالذهب.
2- عام 91 هـ عمل الوليد بن عبدالملك صفائح من الذهب بقيمة 36 ألف دينار.
3- عام 193 هـ استبدل محمد بن هارون الرشيد الذهب القديم بجديد بلغت تكلفته الأولى 18 ألف دينار.
4- عام 279 هـ قام الخليفة المعتضد بالله بعمل حلي للباب من الذهب الخالص.
5- عام 647 هـ عمل الملك اليمني المظفر 60 رطلاً من الفضة حلية لباب الكعبة.
6- عام 733 هـ أجرى محمد بن قلاوون حليًا لباب الكعبة قيمتها 35 ألف درهم.
7- عام 1045 هـ حلى السلطان مراد الرابع باب الكعبة بمازنته مئة وستون رطلاً من الحلية الفضية.
8- عام 1363 هـ حلى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن باب الكعبة بالواح من الفضة المطلية بالذهب.
9- عام 1399 هـ قام الملك خالد بن عبدالعزيز بتحلية باب الكعبة بـ280 كيلو غرامًا من الذهب الصافي عيار 99.99.
على حساب الملك عبدالعزيز الخاص
وصل إلى سمع الملك عبدالعزيز أن باب الكعبة الذي عمل عام 1045هـ قد أخذ في الاختلال وذلك لقدم صنعه فأمر بعمل باب جديد للكعبة المشرفة ومن حسابه الخاص.
وقد بدء بالعمل في الباب عام 1363 هـ وتم تركيبه عصر يوم الخميس 15 ذو الحجة من عام 1366 هـ، أي أن العمل في صنع الباب قد استغرق ثلاث سنوات.
وقد تم تركيب الباب في حفل مهيب حضره جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز عندما كان وليًا للعهد وحضر أمراء ومسؤولين.
مكونات الباب الذي أمر به الملك عبدالعزيز
يتكون الباب الذي أمر بعمله الملك عبدالعزيز من قاعدة حديد ثبت على سطحها مصراعا الباب والمعمولان من الخشب الجاوي المصفح بالفضة المطلية بالذهب إلى جانب أشرطة وفراشات نحاسية مزخرفة بلغت 114 فراشة.
ويبلغ سمك الباب 2.5سم وارتفاعه 3.10 متر ومدعم بقضبان من الحديد وتمت تغطية الوجه الخاجي بالواح من الفضة المطلية بالذهب وزين بأسماء الله الحسنى.
وزود بأربعة مقابض اثنين منه لقفل الباب والآخران عبارة عن حلقة دائرية قطرها 9سم تبرز قاعدتها 9 سم عن سطح الباب.
الباب الذي أمر به الملك خالد
لاحظ الملك خالد بن عبدالعزيز وهو يطوف بالبيت العتيق أن باب الكعبة ظهر عليه القدم إضافة إلى وجود بعض الخدوش عليه فأمر بعمل باب جديد وأن ينفق على صنعه بسخاء بما يتفق وأهمية ومكانة باب الكعبة.
وقد تكلف عمل باب الكعبة مع باب التوبة 13 مليونا و420 ألف ريال عدا كمية الذهب التي قامت بتأمينها وزارة المالية والبالغة 280 كيلوجراما من الذهب الصافي.
واستغرق عمل الباب 12 شهرًا حيث بدء العمل فيه غرة ذي الحجة عام 1398 هـ، وقد أقيمت ورشة خاصة لصناعته.
مواصفات عالية الدقة والجودة
روعي في مواصفات الباب مجموعة من العوامل أهمها:
1- وضع أفكار وتصاميم مسبقة لتحقيق أعلى مستويات الجودة
2- استخدام أجود المواد المستعملة
3- استخدام أعرق أساليب الزخرفة الفنية
4- استخدام أحدث الطرق الفنية في الهيكل الإنشائي
5- الوصول إلى درجة عالية من الجودة والمتانة بحيث يقوم الباب بوظيفته دون الحاجة إلى صيانة
6- مراعاة عوامل الطقس لتحمل الحرارة الشديدة والأمطار
7- استخدام أحدث الاحتياطات الفنية
8- منع دخول المطر إلى داخل الكعبة بطرق فنية
9- الدقة العالية في أعمال الزخرفة والحشوات والأشكال الفنية
مفتاح باب الكعبة
تم في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز عمل مفتاح جديد لباب الكعبة وتغيير المفتاح القديم الذي يعود إلى عهد السلطان عبدالحميد عام 1309 هـ.
وقد عمل القفل الجديد بنفس مواصفات القفل القديم مع مراعاة ما يتناسب والتصميم الخاص للباب الجديد ومع زيادة ضمانة الإغلاق دون الحاجة إلى صيانه.
فتح باب الكعبة حاليا
يفتح باب الكعبة رسميًا مرتين، الأولى في شعبان حيث يتم غسل الكعبة والمرة الثانية في أول ذي الحجة حيث يتم فيها غسل الكعبة واستبدال ثوبها القديم بالثوب الجديد.
ولعل تحديد فتح باب الكعبة بمرتين في السنة يعود إلى المحافظة على الكعبة وعدم إلحاق الضرر بها نتيجة تدافع الناس خصوصًا في السنوات الأخيرة مع زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين.
ويفتح باب الكعبة خارج هذين الوقتين بإذن من خادم الحرمين الشريفين أمام كبار ضيوف المملكة.
من يقوم بفتح باب الكعبة
يقوم بفتح باب الكعبة سدنة بيت الله من بيت آل الشيبي وهي الخاصية التي خصهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبير سدنة بيت الله الحرام في الوقت الحالي هو الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، ويتولى اثنين من سدنة البيت العتيق فتح باب الكعبة أحدهما يتولى إدخال المفتاح والآخر سحب القفل.
(تم في هذا المبحث الرجوع إلى أبحاث رئاسة الحرمين الشريفين وإلى الدراسات البحثية التي أجرتها مجموعة بن لادن وهي المجموعة التي قامت بتنفيذ التوسعات السعودية في الحرمين إضافة إلى بعض المصادر الأخرى).
فتح باب الكعبة للنسـاء
- في عام 442 هـ ذكر ناصر خسرو أن سادن البيت و6 من أهله يفتحون الباب وقفون على جانبيه ينظمون دخول الناس.
2- ذكر ابن جبير في عام 578 هـ بأنه تم تخصيص يوم للنساء في الطواف ودخول الكعبة.
3- قال التجيبي السبتي بأنه في عام 696 هـ كان كل جمعه يدخل النساء ثم الرجال.
4- ذكر حسين باسلامة بأن ليلة سبع وعشرين من رمضان عام 976 هـ فتح الباب للنساء.
5- العياشي المتوفى عام 1090 هـ قال: إن الكعبة كانت تفتح 7 مرات في السنة.
6- عام 1297 هـ أهدى حاكم رامبور الهندي سلمًا خاصا للنساء يتألف من 14 درجة مصنوعة من الخشب ومصفحة بالذهب.
7- يقول أمين كردي: إن درج النساء بقي إلى ما بعد العام 1365 هـ.
التوثيق السعودي على باب الكعبة
تم توثيق عمل البابين في العهد السعودي بنصوص مكتوبة
كان النص المكتوب على الباب الذي أمر به الملك عبدالعزيز هو:
«أمر بصنع هذا الباب جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملك المملكة العرلبة السعودية عام 1363 هـ».
فيما تم توثيق العمل في الباب الذي أمر به الملك خالد بثلاثة نصوص
الأول يعتبر رط توثيقي مع سابقه وهو «صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1363هـ»
والنص الثاني تحته «صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1399 هـ».
والنص الثالث «تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبدالعزيز في الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1399 هـ».
باب الكعبة.. أسرار وحكايات ومنظورات تاريخية
تاريخ النشر: 14 مايو 2019 03:06 KSA
في رحاب الحرمين
A A