شهر رمضان المبارك تتجلى فيه الروحانيات والخشوع وحضور القلب وإقبال كبير على الطاعات والعبادة والتقرب إلى الله جل وعلا بكل عمل صالح تغسل الأرواح فيه أدران الذنوب ومحاولة النفس البشرية فيه الاعتراف بالتقصير في حق نفسه وحق الآخرين لنيل رضوان الله جل في علاه.
كل الأجواء الرمضانية تحفز النفس البشرية على أعمال الخير ونيل بركة الشهر، حتى إذا ما أقبل الشهر تنافست القنوات الرسمية والخاصة على استقطاب المشاهدين والمتابعين لكم ضخم من الأعمال الدرامية والبرامج المختلفة حتى أطلق عليه السباق الرمضاني ومن هو داخل هذا السباق ومن هو خارجه.
لن أتطرق إلى الأعمال الدرامية التي في بعضها تعرض مشاهد وصور وأفكار لا تليق بحرمة الشهر ومكانته وقدسيته فالكلام يطول في هذا الجانب وكأن منتجي هذه الأعمال قد أخذوا على عاتقهم خدش الحياء وجرح صيام الصائمين والنيل من حسناتهم.
سأتطرق للحديث عن البرامج الحوارية الليوان ومجموعة إنسان ومن الصفر والتي تعرض خلال هذا الشهر منها ما أثبت حرفيته الإعلامية وحسن اختياره للضيوف والموضوعات التي تطرح والتي تحترم عقلية المشاهد، نحن السعوديون اليوم نقدر ونحترم من يقدر ويحترم عقولنا ويستشعر الأمانة الإعلامية والوطنية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للنضج الفكري والعقلي وتدارس متطلبات المرحلة.
المديفر استطاع بحرفية عالية أن يجمع متابعي برنامج الليوان على مائدة فكرية معاصرة تناقش التحولات الاجتماعية والثقافية والفكرية في المجتمع السعودي مع حسن اختيار للضيوف الكرام خلال العشر الأيام الأولى من رمضان، همومنا ومشكلاتنا وقضايانا من أجل وحدة وطن وهمّ مشترك بلغة الحوار الهادئ الرزين هذا ما نحتاج إليه فشكرًا لفريق الإعداد والإنتاج والإخراج وتحية خاصة للمحاور المتألق الذي وصل إلى مرحلة النضج الإعلامي الراقي.
وكذلك برنامج اللقاء من الصفر في مواسمه السابقة وموسمه الحالي مع الإعلامي المتألق دومًا مفيد النويصر مازال يسلط الضوء على مسيرة مشرقة من أبناء وبنات الوطن ويقدم صورة حقيقية ونماذج مشرفة لمن كافحوا وناضلوا من أجل تحقيق النجاح والتميز الشخصي وسجلوا أسماءهم في سجلات منجزات الوطن، هذا البرنامج يعد مرجعًا وثائقيًا يعتد به ومرجعًا تاريخيًا معاصرًا لكل من شاركوا في تحقيق المنجزات الوطنية ودفع عجلة التنمية وشهد لهم القاصي والداني بالجدارة ليكونوا قدوات يقتدي بها جيل اليوم ليكونوا نبراسًا مضيئًا مشرقًا.. هذا البرنامج يقدم دروسًا وتجارب ملهمة بمعنى الكلمة.
وعلى الجانب الآخر أقف حائرة أمام كلماتي وأنا أتحدث عن مجموعة إنسان لم يحسن فريق الإعداد في اختيار بعض الضيوف ولا صياغة الأسئلة واحترام المشاهدين في هذا الشهر الكريم وفي وقت السحر، أكاد لا أصدق تلك الكلمات والمستوى الذي لا يليق بعقلية المشاهد ولا حالته الروحية التي يعيشها المسلم في شهر اختص الله به أمة الإسلام، نصيحتي للقائمين على البرنامج أعيدوا حساباتكم واحسنوا اختيار ضيوفكم ولن ينسى لكم التاريخ ماذا قدمتم واحفظوا ما بقي لكم من احترام المتابعين قبل سقوط ورقة التوت الأخيرة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
