Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سُفـُر إفطار المساجد مظهر للتكافل والتآزر الرمضاني بجدة

A A
تعد سُفـر الإفطار في مساجد وجوامع بالأحياء أوضح صورة عملية لتكاتف المسلمين بعضهم ببعض. وقال عرفان أحمد (32 عامًا) وهو أحد أبناء الجالية البنغلاديشية بجدة: مع قرب أذان المغرب كل ليلة من رمضان أستعد للذهاب إلى سفرة الإفطار في المسجد المجاور له بحي الروابي، لتناول الإفطار ليس مع أبناء عمومته بل مع إخوانه المسلمين من أبناء الجاليات كالمصرية والهندية والاندونيسية وغيرهم من الجاليات الأخرى؛ إذ تتوحد الجاليات في معظم أحياء جدة على مائدة الإفطار الجماعي، لافتًا إلى أن ذلك يشكل صورة لتكافل المسلمين.

محمد النّو شاب سوداني الجنسية تربطه علاقات صداقة وتعارف مع طه النعماني يمني اليمني، منذ 4 سنوات وكلاهما شابان مغتربان عن وطنهما؛ إذ تعرّفا على بعضهما من خلال الوجود اليومي في شهر رمضان ليقوما بعد ذلك بتأكيد علاقتهما، ويقول النو: «في رمضان يتكاتف المسلمون كالجسد الواحد، مترابطين، ومن ذلك سفرة الإفطار؛ إذ إننا كمغتربين يصعب علينا توفير طعام الإفطار، نظرًا لعملنا في النهار وعودتنا قبيل المغرب، كما أن سفرة المسجد توفر أصنافًا متعددة من المأكولات والمشروبات المختلفة».

من جهته أوضح رياض الأحمدي – وهو مشرف لإحدى السفر الرمضانية بحي البوادي بجدة بأن السفرة الرمضانية في المسجد يجتمع حولها قرابة 150 صائم، من جنسيات مختلفة، معظمهم من العمالة المغتربة عن أوطانها، كما يساهم نحو 20 متطوعًا في تنظيمها وترتيبها.

وأضاف الأحمدي: «تعتمد السفرة الرمضانية على نحو 6 مصادر لتمويلها، وهي: «أهل الحي، فاعلي الخير، الشراء من المطاعم بالتناوب، أصحاب المساجد والجوامع، الجمعيات الخيرية، إفطار جماعي لأهل الحي». وأشار الأحمدي إلى أن المجتمعين على السفرة الرمضانية بمثابة الأسرة الواحدة، فقد بات الواحد يتفقد أخاه إذا لم يره على السفرة كل يوم، كما أن بعض العوائل في الحي أصبحت تتنافس فيما بينها لتقديم وجبات متعددة لتفطير العمالة مساهمة منها، وابتغاء لأجر تفطير الصائمين».

من جانبه يرى الخبير الاجتماعي خالد أبوزيد، أن السفر الرمضانية في المساجد تشكل إحدى صور التكافل الاجتماعي، والتي تهدف إلى تعزيز روح الأخوة بين المسلمين، كما أنها تساهم في تكوين صداقات ومعارف للمشاركين فيها. وأكمل: لكن نأمل تنظيم تلك الصورة لتكون بشكل أفضل مما هي عليه الآن في بعض المساجد؛ حيث تجد أحيانًا سوء التنسيق في إعداد الوجبات فإما أن يتكرر الأكل أحيانًا، وأحيانًا لا تجد سوى وجبات خفيفة جدًّا أو محدودة لا تكفي للمشاركين، مقترحًا عمل جدول منظم لكل يوم من ناحية الوجبات الموضوعة على السفرة، مع مراعاة أعداد المشاركين في السفرة.

وأضاف: «كما نرجو أن تتم الاستفادة من الأكل الفائض عن تلك السفر؛ شريطة أن يكون صالح للاستخدام؛ بحيث يتم توزيعه على العمالة بشكل آمن، بحيث لا يتم الهدر».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store