Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

لا نريد الحرب.. ولكننا جاهزون للتصدي

A A
تمر منطقتنا هذه الأيام بظروف بالغة التعقيد تسببت بها دولة إيران من خلال عنادها وتحدياتها وكذلك خرقها للقوانين الدولية التي تحكم العالم بأسره، وكذا تدخلاتها في شؤون جيرانها الداخلية، بالإضافة إلى دعمها المليشيات الإرهابية بكافة السبل، ماديًا ولوجستيًا، كما لم تقف عند هذا الحد، بل وعملت على خلق عداوات بين الدول الشقيقة، وإنشاء صراعات جديدة في المنطقة أدخلتها في عصر أزمات تظهر فجأة من بطن الأحداث، فهناك تدخلات في سوريا، ولبنان، واليمن، والعراق، وتعاني جميعها من انعدام الأمن والاستقرار وعدم سيطرة حكوماتها على القرار الذي أصبح في يد مليشيات وأذرعة إيران المسيطرة في تلك البلدان نتيجة تلك التدخلات.

وفوق كل ذلك، فإن القيادة الإيرانية تعاني من سوء تقدير تدفع النظام العربي والدولي إلى الهاوية، لسوء فهمها للمتغيرات، وقوة خصومها الذين لا يرغبون حقيقة في اندلاع حرب بقدر ما يرغبون في ردع أي محاولات لجر المنطقة للفوضى، ويبدو أن الإيرانيين ماضون إلى ذلك بإرادتهم، فالخلاف بين الولايات المتحدة وإيران الذي جاء عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وفرضها عقوبات اقتصادية على طهران، قادت إلى حالة التأزم التي نراها الآن على الساحة، خصوصًا بعد أن هددت إيران بإقفال مضيق هرمز، وتهديد الملاحة، ومهاجمة السفن التجارية، غير مدركة حساسية منطقة الخليج وأهميتها بالنسبة للعالم، والتي قرر على ضوئها الرئيس الأمريكي «ترمب» إرسال حاملة الطائرات (إبراهام لينكولن) إلى مياه الخليج، تحسبًا لأي تطورات، أو إقفال المضيق من قبل إيران، وجاء الهجوم على السفن التجارية في بحر عمان، والهجوم على منطقتي ضخ نفطية بالمملكة، ليعزز من مصداقية ذهاب النظام الإيراني إلى تصعيد التوتر في هذه المنطقة وإشعالها، الأمر الذي أصبح معه التعبئة والحشد ضرورة ملحة لإيقاف هذه الخروقات، وبدا قرار السلم وكذلك قرار الحرب خارج عن الإرادة، ولم تعد مخططات التخريب والهجوم بطائرات «الدرون» التي تتم عبر أذرع لإيران في المنطقة بمنأى من عواقبها، بل ستكون إيران مسؤولة عنها وستحاسب عليها.

وكان لزامًا على دول الخليج أن توافق على إعادة انتشار القوات الأمريكية لردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن المنطقة واستقرارها، بناء على اتفاقيات مسبقة مع الولايات المتحدة، لكون هذه الدول المتضرر الأول من سلوكيات وتدخلات إيران في شؤونها الداخلية.

وفي خضم هذه التحديات والتهديدات الإيرانية التي أعددنا لها العدة بما نستطيع من قوة، رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برؤيته الثاقبة بأن يطلع إخوانه من ملوك ورؤساء الدول الخليجية والعربية على ما استجد في الساحة من أحداث من خلال دعوته لهم لعقد قمتين طارئتين في مكة المكرمة لبحث هذه الأحداث وتداعياتها على المنطقة والعالم، إضافة إلى التشاور والتنسيق معهم في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

الكرة الآن في الملعب الإيراني، وكما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية «الجبير» بإمكان النظام الإيراني تجنيب المنطقة مخاطر الحرب والتزامه بالقوانين والمواثيق الدولية والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وعن دعم الجماعات والمليشيات الإرهابية وكذلك التوقف عن تطوير أسلحته الصاروخية وبرنامجه النووي، وتهديد أمن الممرات البحرية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store