لم يكن همهما إلا سؤال الأهل وقرص العلاج.. هاذان هما الحلمان اللذان عاشا داخل سعاد وبحرو من مسنّات الرباط.. فسعاد عثمان مسنة تبلغ من العمر 80 سنة وحيدة لاعائل لها انتهى بها المطاف في رباط للمسنات تعيش في غرفة صغيرة لا تتجاوز الثلاثة أمتار مع دورة مياه في نفس الحجرة تحكى قصتها لنا أثناء زيارتها وتقول تزوجب ولم أنجب أطفالا ومات أهلي كلهم ولم يبقَ لي إلا ولد أخ واحد كان يسال عني بين فترة وأخرى وهو في السودان ولكن في الفترة الأخيرة سجن لدين لم يسدده، انقطعت أخباره، وتضيف: أنا أعيش لأكثر من 25 سنة هنا حيث دخلت الرباط وعمرى 55 سنة لظروفي الصحية فأنا أعاني من الضغط والسكر وضعف النظر وظللت في هذا المكان لليوم وأنا اليوم أعيش حياة بسيطة ولا يوجد لدي أي مخاوف إلا من عدم قدرتي على الحصول على الرعاية الصحية إن احتجت، فنحن ومن في سننا لا يوجد لنا احتياجات أكثر من العطف والرعاية الصحية والنفسية وأن نشعر بأن هناك من يهتم بنا ويرعانا.
أما بحرو إبراهيم فهي مسنة تبلغ من العمر 75 سنة تعيش في غرفتها الصغيرة ترى على وجهها ملامح التعب والحزن فهي لا تبتسم حسب ما تقوله النزيلات الأخريات جلسنا بجانبها وهنئناها بقدوم شهر الخير إلا أنها أشاحت بوجهها وبكت ولم تستطيع أن تتمالك دموعها ولا أن تحكي قصتها وبعد أن هدأت ذكرت لنا أنها سيدة تزوجت من رجل أنجبت منه ولد ثم توفى زوجها وعكفت على تربية ابنها وتقول كنت أعمل في صناعة اللحوح وبيعه إلى أن كبر ابني لكنه للأسف خذلني وتركني في رباط المسنات وغادر للرياض وعاش هناك وتقول أكثر ما يحزنني هو عدم سؤاله عني فأنا أشتاق له ولم يزل في خيالي وصوته في أذني دائمًا أتمنى رويتة وأشم رائحته لكن للأسف الآن لي أكثر من 3 سنوات لا أعلم عنه شيئًا ودائمًا ما أمر بحالة نفسية شديدة عند دخول شهر رمضان أو العيد وأنا لا أعرف عنه أو عن أخباره أي شيء.