أخط اليوم هذه الكلمات دعوة لبناتي الست.. أسأل الله لهن الاستجابة.. قال الله: (وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم). إلى آخر الآية.. هذا ما جاء في كتاب الله ليشرح لأمة محمد ما كانت عليه الجاهلية قبل الإسلام من موقف حيال من رزقهم الله من إناث فكان مفهومهم خاطئاً ولا يزال للأسف الشديد موجوداً في مجتمعنا حتى اليوم وهو تفضيل الذكور على الإناث بإعطائهم الأولوية في كثير من منافع الدنيا.. حتى إذا لم يرزق الأب من الذكور لا يسمى باسم ابنته الكبرى ويعطى اسم «أبو يعقوب» مثلاً.. وأنا أصر على أصدقائي أن يدعوني باسم «أبو سهام» بكل فخر ومعزة فالبركة في البنات.
أتذكر يوم أتت لي ابنتي وفاء وقدمت لي شهادتها للثانوية العامة التي استلمتها ذلك اليوم وقالت لي: بابا أريد أن ألتحق بالجامعة.. ولله الحمد حديثًا قد تخرجت من الجامعة.. حمدت الله على هذه النعمة التي رزقني إياها بست بنات أكبرهن سهام وأصغرهن وفاء فمن سهامي إلى وفائي كانت نعمتي.. قال الخالق في كتابه: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).. فذرياتنا هم أناث وذكور.. وقد رحب أحد الصالحين بابنته فقال: أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء وأم الأبناء وجالبة الأصهار والمبشرة بإخوة يتناسقون ونجباء يتلاقون..
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات).. فالحمد لله الذي رزقني سهامي في وسط قلبي وأحلامي التي تساعدني في منامي الهنيء وسميتها باسم من حملتني تسعة أشهر وعبيري التي أستنشق من ذكائها وهي سند لي ورحابي التي أسعى إليها وأعادت صلتي بخيلاني بزواجها ابن الزواوي وريم وهي جمال وادي ثقيف والتي وهبتني بحفيدي عبدالعزيز ووفائي التي هي أغلى ما هو عندي ألا وهو الوفاء، فجميعهن بتوفيق من الله توفقت أن أربيهن على ديننا الحنيف وأكبرهن في طاعة الله وأعلمهن علم المدارس والجامعات وأهم من ذلك علم الحياة الطيبة..
فهل هناك نعمة أغلى مما رزقت من سهامي إلى وفائي.. يكفيني شرفًا بأن الله رزقني من جعلهن سببًا لفضل عظيم تنفق من أجله الدنيا كلها ولا تدركه.. قال صلى الله عليه وسلم: (من عال ثلاث بنات كن له حجابًا من النار، فإن صبر عليهن حتى يزوجهن دخل الجنة) ضمان منه عليه الصلاة والسلام.
فتربية البنات بالإحسان نجاة من النيران ورفقةٌ للنبي العدنان في وسط الجنان.. وأختم هذه الكلمات بقول الشاعر:
أحب بناتي، فحب البنات.. فرض على كل نفسٍ كريمة
لأن شعيبًا لأجل بناته.. أخدمه الله موسى كليمه..
أسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا ويجعلنا ببركة هذا الشهر المبارك من البارين لآبائنا وأمهاتنا.. اللهم يا معلم موسى وآدم علمهن ويا مفهم سليمان فهمهن ويا مؤتي لقمان الحكمة آتهن الحكمة من سهامي إلى وفائي.. وكل عام وأنتم بخير.