* الحياة تمر بنا سريعًا وسنوات العمر تجري ولا نعرف مدى سرعتها حتى ترى بعينيك الصغير وقد كبر، والكبير قد شاخ وضعف وأصبح بحاجة إلى من يرعاه ويخدمه ويتولى شؤونه.. هكذا هي الحياة سنة كونية ولن تتغير ما تعاقب الليل والنهار.. بالأمس كنا نستقبل شهر رمضان المبارك وما أسرع ما غادرنا ليأتي العيد السعيد وأيضًا انقضت أيامه بسرعة البرق وما بين أفراح وأتراح يعيش الإنسان.
بعد العيد مباشرة تواردت أخبار وفاة مدير تعليم منطقة مكة وجدة الأستاذ عبدالله الثقفي وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بذكراه العطرة بين الناس وحسن خلقه وتعامله الراقي مع الجميع وخدمته لدينه ووطنه والتعليم ودومًا نردد بأن الناس شهداء الله في أرضه، لم أعمل مع هذا الرجل ولكن ما توارد لنا من قصص وروايات ومن أقوال سجلت له وأحاديث يتناقلها من عاشروه تؤكد لنا جميعًا ونحن ما زلنا على قيد الحياة بأن الإنسان لن ينفعه منصب ولا مركز اجتماعي يتبوأه بل ما يتركه من أثر ومن عمل صالح، كم منا من راجع حساباته وحاسب نفسه قبل أن يحاسب، كثيرون غادروا الدنيا ولم يذكروا بشيء وآخرون مكانهم خال لن يملأه أحد.
الحياة تقدم لنا دروسًا مجانية والعاقل من اتعظ بغيره وتهيأ ليوم الحساب ومواجهة الديان في كتاب لا يضل ولا ينسى سنقف جميعًا للمحاسبة ونحن بحاجة الى الاستعداد لهذا الموقف العظيم فالأمانة عظيمة ولولا عظمتها لما تبرأت منها الجبال.
نحن في غفلة فإذا متنا انتبهنا فهل من متعظ بأن الموعد قريب وليس ببعيد عنا أبدًا، الحنين للماضي طبيعة بشرية نستذكر من كانوا معنا يؤنسون وحشة الأيام ومعهم تصفو الحياة ولولا نعمة الإيمان بأن هناك دارًا أخرى ستجمعنا بمن نشتاق لهم لتفطرت قلوبنا على فراقهم.
* في كل عيد وفي كل أيام الأفراح تشتاق الروح لكِ يا أغلى البشر وأشتاق لدعواتك وطلتك وجمال محياك وأشتاق لمناداتك بأجمل كلمة يتلفظ بها إنسان على وجه الأرض، حقًا وصدقًا الأم هي السكن والأمان والوطن والسعادة الحقيقية في نظرة عينيها وفي الجلوس بين يديها، هنيئًا لكم من تحظون بصحبة أمهاتكم استمتعوا بكل لحظة معها فتلك هي والله سعادة وجنة الدنيا الحقيقية.. رحمك الله ياأمي يا ست الحبايب.
* في رحاب المدينة النبوية مشاهد لا توصف وروحانية لا تعبر عنها كلمات ويبقى المسجد النبوي عامرًا بزواره ومرتاديه يرجون الثواب والأجر ويبقى أهل المدينة مضربًا للكرم والجود والمحبة لكل أهل الأرض، كم أتمنى من صاحب القرار أن يعيد النظر فيما يقدم لضيوف المدينة من موائد الإفطار والسحور في ساحات الحرم وتقنين المأكولات والمشروبات حتى نحافظ على هيبة المكان وقدسيته ونحافظ على النعمة وإكرامها وأن يكون كل ذلك ضمن مؤسسة وطنية حكومية تدار بهمة شباب وفتيات المدينة بعيدًا عن الاجتهادات الشخصية التي قد تصيب وقد تخطئ من حيث لا تدري، هناك هدر كبير في المؤائد ونوعية الطعام المقدم لنكتفي بما لا يسبب إزعاجًا وتضررًا لمن قصدوا المكان المقدس للعبادة والتقرب إلى الله.. وكل عام وهذه الأرض المباركة في أمن وأمان وتحية ملؤها كل الاعتزاز والفخر لرجال الأمن وجميع الهيئات الحكومية والتطوعية الذين عملوا بمتابعة حثيثة من سمو أمير المنطقة ليسود المكان هذه السكينة والطمأنينة والروحانية على مدار الشهر الكريم.. شكرًا مداد الكلمات.