أخي عبدالإله باناجة، مدير من الطراز الأول عاصرته أيّام كان وكيل جامعة الملك عبدالعزيز، كان يتفاعل مع الخير ويحرص على مساعدة الناس ولا يتخطى مرؤوسيه. كان يناقش، يتفهم ويدعك تتخذ القرار، ولعل جانب الطيبة فيه هو السبب في بناء علاقاته مع الناس.
وكنت معه في الجامعه عشر سنوات في مركز الحاسب الآلي كنائب ثم مدير حتى ترك موقعه كوكيل، وانتهت فترتي وعدت إلى كليتي. لم تنقطع علاقتي به بعد ذلك وحتى عندما أصبح مديراً لجامعة الطائف استمر التواصل بيننا عبر الهاتف والرسائل اليومية. شخصيته مِن النوع المحبب والقريب الى القلب والتي لايمكن أن لا تستمر معها لأنك لا ترى منه إلا كل خير وطيبة. لم تغيره المناصب العلمية ولا العملية لأنه من أسرة معروفة وله مكانته مع كل العاملين معه وزملائه، ولَم أسمع يوماً شكوى منه أو بخصوصه مهما تغيرت الظروف واشتدت. فهو من ضمن الإداريين الذين تفخر بهم جامعة الملك عبدالعزيز واستفادت منهم الدولة. وخدمها بإخلاص في كل المواقع بدون كلل أو ملل بل برغبة واهتمام. دوماً تستطيع الاتصال به على جواله وعلى مكتبه ولَم يكن هناك يوم لا يجيب ولا يهتم أو يتنصل وإن كانت الأمور في مقدوره وحدود صلاحياته لا يتهرب منك أو يرفض لك طلباً. حتى الظلم والتجاوز لم يكن من شيمه أبداً حيث يتعامل مع الصغير كتعامله مع الكبير بكل احترام وتقدير. لم يكن بابه مقفولاً أبداً في وجه زائريه والراغبين في لقائه وهي عادة جُبل عليها معظم من كانوا في الادارة العليا في جامعة الملك عبدالعزيز. وافترقنا كزملاء ومرت الأيام وانشغلنا بالدنيا ولكن لم نترك التواصل عبر الرسائل التي هي الحسنة الوحيدة للهاتف الجوال من ضمن حسناته الأخرى.
قبل أيّام وعلى غير العادة رد على رسالتي التي بعثتها له ابنه عبدالعزيز وانزعجت وتواصلت معه فأخبرني أن الوالد تعبان وأنه يقوم نيابة عنه بالرد على رسائله تطمنت وأخبرته بأنني عند عودتي سأقوم بزيارته، ولكن انتقل الى بارئه وأصبح في ذمة الله قبل أن التقي معه. والموت حق علينا أجمعين وليس لنا إلا الدعاء بالرحمة لك أبا عبدالعزيز والقلب يحزن على فراقك وندعو لك بأن تكون الجنة دارك.