في مجتمعاتنا المسلمة اتخذ أناس الإرهاب تجارة، يربون عليها شباب المسلمين ومراهقيهم، فإذا توثقوا منهم أنهم أتقنوا صناعة الموت أطلقوهم لتدمير مجتمعات المسلمين أولاً وقبل غيرهم، وهم يجدون من يشتري منهم هذه الصناعة الدموية، ليتخذ منها سلاحاً لمن يريد أن يناوئه من المجتمعات الأخرى.. وظهر في الغرب والشرق مشترون للإرهاب ولديهم الأموال التي بها يمكنهم أن يشتروا كل جاهل ومنحرف، لتصنع منه إرهابياً وتحارب به من تظنه عدواً لها ولو وهماً.
فدولة صغيرة ترى أنها الأقدر على شراء مزيد من هؤلاء تظن أنها تستطيع بهم أن تسيطر على منطقة من العالم، تملك ثروة عالمية من موارد يحتاجها العالم أجمع، وهي لا تدرك أن من تشتريهم أعداء لها يوم أن تعجز أن تدفع لهم ولمن باعوهم لها، فإنهم ولاشك عائدون اليها ليكونوا لها أعداء بأشد ما كانوا أعداء لمن ظنتهم وهمًا أنهم خصوم لها، وعما قليل سيسمع العالم عن إرهاب لا يبقي ولا يذر في بلدان الممولين له وباعته، فمن كانت صناعته الموت لن يتوقف أبداً إلا أن يموت هو، والعالم كفيل بأن يقضي على كل صانع للموت، بل لعله هو يكون أول من تقضى عليه صناعته، وكل أولئك الذين صنعوا الموت في الماضي في أرجاء مختلفة من العالم حصدهم الموت ولم يبق لهم أي أثر، فالخوارج في ديار المسلمين قضى بعضهم على بعض وأولئك الذين صنعوا الموت في الماضي من الفرس في قلاع جبال فارس قضى عليهم أشباههم، فلا يظنن أحد ممن تجارتهم الإرهاب في هذا العالم اليوم أنهم ناجون، فالإرهاب يأكل بعضه قدراً من الله مقدوراً، ولا ينجو من أفراده أحد أبداً، وعلى الآمنين من عباد الله أن ينتظروا السوانح من الزمان لنهايتهم فاذا لم يبق منهم إلا القلة قضوا عليهم القضاء المبرم وانتهى أمرهم، ولكن هذا لن يكون إلا بإيمان تدعمه قوة لا يستبقى من الأشرار أحداً، والله المعين لعباده الخلَّص، الذين وهبوا أنفسهم له، يعملون لتطهير أوطانهم من شرور هؤلاء، الذين يظاهرون الله بالعداء، وهو القادر على أن يهزمهم بأيدي عباده المؤمنين.