العِمَامَةُ: هي قطعة من القماش تُلَف على الرأس، والجمع: عَمَائمٌ، وعِمَامٌ.
وكانت عمامة النبي صلى الله عليه وسلم -كما جاء في التاريخ- وسطاً، لا كبيرة ثقيلة، ولا صغيرة تعجز عن وقاية الرأس، بل كانت بين بين في حجمها، تقي الرأس من الحر والبرد، وبمرور الأيام اكتسبت العمامة مهابة، وصارت تراثاً مُقدَّساً على اعتبار أنها من سنن النبي عليه الصلاة والسلام.
إن مكانة العمامة في العالم الإسلامي جعل الخلفاء والسلاطين لبس العمامة أمراً إلزامياً لكل العاملين في دواوينهم، يُعَاقَب تاركها عقوبة شديدة تصل لحد الطرد من العمل.
واقتدى بالرسول عليه الصلاة والسلام في لبس العمامة؛ كثير من رجال الدين مع اختلاف في اللون والشكل والحجم.
وقد تميز العرب بأربع ميزات:
1- كانت العمائم تيجاناً لهم.
2- كانت الدروع حامية لهم في ميدان الوغى.
3- كانت السيوف سلاحهم.
4- كان الشعر ديوانهم ولسانهم.
وقال بعض الشعراء في مدح العمامة:
فجاءت به سبط البنان كأنما
عمامته بين الرجال لواءُ
وقال شاعر آخر:
يا أيها الرجل المرخي عمامته
هذا زمانك.. إني قد مضى زمني
وقيل لأعرابي: إنك تكثر من لبس العمامة، فقال: «إن شيئاً فيه السمع والبصر والدماغ، لجدير أن يوقى من الحر والقر».
وذكر التاريخ أنه حينما ثار أهل المدينة على يزيد بن معاوية بن أبي سفيان اجتمعوا في المسجد النبوي، قال بعضهم: (إني خلعت يزيد كما خلعت عمامتي هذه)، ونزعها من رأسه، ففعل بقية أهل المدينة مثلما فعل، حتى تكوَّمت وانتشرت العمائم على أرضية المسجد النبوي الشريف.
وحينما أصبح الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على الكوفة، استشهد بقول الشاعر سُحيم الرياحي:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني!
كانت العمامة بيضاء، ثم تعددت ألوانها وأشكالها، وصارت تصنع في بعض بلدان الشرق كباكستان.
وكانت العمامة تلف رؤوس أهالي مدينة جدة التاريخية حتى أصبحت عادة تدل على الرجولة والأخلاق، والمكارم، ومازالت العمامة تزين رؤوس أبنائها المحترمين حتى اليوم.
ووضع العمامة على الرؤوس باقية حتى اليوم، ليس في مدينة جدة التاريخية فقط، بل هي منتشرة في بعض الدول العربية كما في السودان وموريتانيا وعمان وبعض الدول الإسلامية.
وإذا كان بعض أهالي مدينة جدة محافظين على العمامة والسديرية، كما يحافظ أهالي المدن الأخرى على ارتداء ملابس ورثوها من آبائهم وأجدادهم، فإنهم يحملون هوية المملكة العربية السعودية، ويدينون بالولاء والطاعة لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويفدون وطنهم الغالي بأرواحهم ودمائهم.