وصلتني رسائل منذ العام الماضي من أحد القراء الكرام وقد كان في يوم ما جار الطفولة في حي العمارية؛ وهو قريب من المنطقة التاريخية؛ وتتعلق شكواه عن حي الياقوت بأبحر الشمالية الذي انتقل اليه وما يعانيه من ظلام دامس لعدم وصول التيار الكهربائي لأعمدة الإنارة حتى أن السكان يخشون الخروج من المنازل ليلاً .!!، وحقيقة كنت أنوي كتابة مقال عن الموضوع .. ولكن وصول معالي أمين جدة صالح التركي أعطاني الكثير من التفاؤل في حل المشكلة وغيرها من المشكلات العالقة.. فمعاليه منذ وصوله أصدر الكثير من القرارات المهمة والتي شكلت بوتقة في إدارة التغيير، وأنسنة المدن، وكانت أولى خطواته الاهتمام بالكوادر البشرية وتدويرها، وتعيين سيدات في مناصب قيادية، وتغيير مسمى التطوير الإداري إلى (التميز المؤسسي) حيث ضمت الإدارة أقساماً تشمل التحليل الذكي، والحوكمة، والجودة وتطوير الأداء.. وكل ذلك لتجويد الخدمات، ورفع جودة الإجراءات الإدارية داخل الأمانة. بل من أهم مهامها قياس مستوى رضا المستفيدين من خدمات الأمانة.
ومع كل ذلك طفت مشكلات على السطح وبدون حلول جذرية لها .. فجارنا القديم السيد فؤاد حسين الكردي قال في رسالة: «حي الياقوت عبارة عن ستة مخططات ومن ضمنها مخطط بايزيد ومخطط البيت المثالي وهما من المخططات القديمة في حي الياقوت مسفلتة منذ عشر سنوات ولم تُرصف ولم تُنَر حتى اليوم!!، ومخطط العمرية عمره سنتان وطرقاته سُفلتت ورصُفت وأنيرت لوجود مسؤول به»!! كما أن هناك مشكلات أخرى كمسميات الطرق والشوارع، وكذلك مشكلات كبينة توزيع الإنارة والتي وضعت من عشر سنوات وتآكلت، وأبوابها مفقودة، رُكب لها أبواب خشب ومربوطة بحبال وهذه ممتلكات الدولة ويجب الحفاظ عليها من قبل الأمانة، كما أنها تعرض حياة أطفال الحي لمخاطر الكهرباء، وقد عُملت بلاغات وتم التواصل مع مدير ادارة الكهرباء ولم تتم الصيانة».
ومن خلال الرسائل والصور؛ ظهر لي فعلاً أن الحي يعاني من سوء خدمات حيث الظلام الدامس في بعض أجزاء الحي وحتى في ليالي العيد. كما أن المتابعة من البلدية مفقودة؛ فهناك أجزاء من الحي الانارة بالأعمدة مضيئة ليل نهار مما يزيد عن ثلاثة شهور وسببها عدم توفير الحساسات لتعمل بصورة أتوماتيكية -تطفئ بالنهار وتُضاء بالليل- حسب عمل المتعهد أو المقاول الذي ليس عليه رقابة، وهذا طبعاً استهلاك جائر للطاقة الوطنية التي لم تفطن لها بلدية أبحر. وهناك أجزاء في المخطط المصابيح محروقة، وهناك أعمدة إنارة صُدمت وكسرت.. وبقيت على حالها، هذا فضلاً عن المياه الجوفية التي تنخر في أساسيات البناء في المخطط..!!
المشكلة أيضاً أن البلاغات التي يتم رفعها لأمانة جدة والتي أرسل لي أسماء أشخاص وأرقام وتاريخ كل بلاغ -ولا مجال لذكرها هنا- تُغلق وبدون تنفيذ الطلب مع عدم وجود آلية لمتابعة بلاغات المواطنين.
ولعل توجيه سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بإيصال التيار الكهربائي للمساكن الواقعة في مخططي الوليد والبدر- والتي ليس لدى أصحابها صكوك ملكية وذلك وفق الضوابط الصادرة؛ لهو إجراء يبرهن على مدى اهتمام القيادة بالمواطنين؛ لذا نتمنى أن لا تُغلق هذه الملفات -بعد هذا المقال- دون إجراءات حازمة تواكب التميز المؤسسي الذي وضع في الأمانة؛ وبما يحقق طموحات أهالي الحي؛ فهذا حق المواطن ليكون مديناً بالولاء والانتماء والفداء لهذا الوطن الغالي الذي يمده بأسباب الحياة الكريمة.