قرأت في الصحف المحلية تقرير منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليون ومائتي ألف شخص راحوا ضحية حوادث المرور سنويًا في العالم بمعدل قتيل كل 25 ثانية وقرأت تقرير إدارة المرور السعودية أن مخالفة ربط حزام الأمان تطبق على المركبات من موديلات 1985م فما فوق كما جاء في ما نشر عبر الصحف المحلية، وتضع إدارة المرور اللوم على سائقي المركبات في عدم تجديد الرخصة وعدم سداد غرامات المخالفات المرورية وتجديد الفحص الدوري على السيارات.. كما جاء في ما نشر أن عدد حوادث المرور انخفض من 365 ألف حادث إلى 300 ألف للعام المنصرم.
كذلك قرأت لأحد الكُتاب في إحدى الصحف المحلية مقال بعنوان «قاتل بلا محاكمة» تحدث فيه عن عدم كفاءة تقنيات السلامة في السيارة يعد سببًا رئيسًا للحوادث والوفيات.. كل هذه النسب والأرقام تعني أن السيارة وربط الحزام وتقنية السيارة وموديل السيارة هي السبب في حوادث المرور..
يا مصيبتاه.. السيارة هي المخطئة والملومة في حوادث المرور.. أقسم بالله أنك إذا تركت سيارتك داخل قراشك في المنزل لم ولن تسبب لك حادثًا مروريًا مطلقًا.. ولكن إن لم يكن لديك قراش وتركت سيارتك واقفة أمام منزلك في الشارع قد تتعرض سيارتك لحادث مرور وأنت في بيتك نائم في فراشك.. فالسيارة بريئة كل البراءة من سبب تعرضك لحادث مروري. قدت في بريطانيا بعد حصولي على رخصة القيادة من هناك في عام 1965 إلى أن عدت إلى بلدي في عام 1980م وكانت سيارتي موديل 1965م ولم يكن فيها إلا مذياع فقط، ولا حتى حزام أمان، ولا تقنية سلامة ولا يحزنون.. خلال تلك الخمس عشرة سنة لم أتعرض لحادث مروري واحد قط.. فهل كانت تقنية السيارة أو حزام الأمان والفحص الدوري هم السبب لعدم تعرضي لحادث مروري؟..
منذ أن عدت إلى بلدي في عام 1980م وأمتلكت السيارات من أرخصها إلى أغلاها وبها اليوم كل التقنيات وحزام الأمان والفحص الدوري وتجديد الرخصة بالرغم من ذلك تعرضت لحوادث مرور كثيرة.. فالسبب لحوادث المرور ليس السيارة ولا تقنيتها مطلقًا بل من يقودها، ومن حولك من سائقي هذه السيارة المسكينة..
في شوارعنا بكل أسف أناس من جميع طبقات البشر والجنسيات أكثرهم من أدنى المستويات في أيديهم أسلحة مرخصة قد تكون سببًا في قتل عشرة في آن واحد أخطر من المسدس.. لا يعي السائق أنه يقود سلاحا قاتلا قد يتسبب في قتل نفسه ومن معه ومن حوله في ثوانٍ.
أذكر أن أحد أقاربي راح ضحية هو وأبناؤه وخادمته وسلمت زوجته وابنه فقط في طريقهم من المدينة المنورة إلى جدة بسبب تهور سائق حافلة ضخمة والنتيجة أرملة ويتيم الأب.. العقاب والمراقبة الدقيقة المستمرة من إدارة المرور مثل «ساهر» هي السبب الوحيد في انخفاض عدد الحوادث وضحايا حوادث المرور لا غير.. فلا تلوموا السيارة.