دأبت القيادة الرشيدة لهذا الوطن منذ عشرات السنين على الالتقاء بالإعلاميين والكُتاب والصحفيين تأكيدًا لدورهم الفعال والمؤثر وشراكتهم في عمليات الإصلاح والبناء، ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- علاقة مميزة مع الصحافة السعودية بشكل خاص والقطاع الإعلامي بشكل عام وتتسم تلك العلاقة بالشفافية وتبادل المعلومات واللقاءات الودية المتفرقة والتي عادة ما يتخللها استعراض أبرز الموضوعات الثقافية والأدبية لما عرف عنه -يحفظه الله- من حب للثقافة وشغف بالقراءة وحفظ للتاريخ وتذوق للأدب واطلاع على العديد من الحضارات المختلفة والتي ساهمت في تمتعه بثقافة واسعة وحضور قوي وجذاب في الساحة الثقافية والأدبية.
قبل يومين تشرف معالي وزير الاعلام ورؤساء الهيئات الإعلامية ومجالس إدارات وتحرير الصحف وهيئة الصحفيين والكُتاب بلقاء خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- والسلام عليه والاستماع إلى توجيهاته التي ركزت على أهمية الإعلام ودوره في إبراز المكانة اللائقة للمملكة بوصفها بلد الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة وما تقدمه من خدمات وتسهيلات لحجاج ومعتمري بيت الله الحرام وزوار مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين للإعلاميين ضرورة بذل المزيد من الجهود لنقل رسالة المملكة وجهودها وإسهاماتها البناءة بمختلف المجالات إقليميًا ودوليًا.
يعكس ذلك اللقاء المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الإعلاميين والصحفيين واهتمام القيادة الرشيدة بالدور الذي يقوم به الإعلام للتعريف بمنجزات الوطن ومكانته على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومواقفه من القضايا الدولية الكبرى والذود عن حمى الوطن، فالإعلام قوة ناعمة ومؤثرة والإعلامي في موقعه أشبه برجل الأمن الذي يسعى للدفاع عن وطنه من خلال ما يقدمه من معلومات وبيانات مهمة ونقله للحقائق والوقائع المختلفة ويقظته الدائمة للتصدي للشائعات والأكاذيب لوسائل الإعلام المأجورة والمتربصة من أعداء الوطن، فالحروب الإعلامية لا تقل شراسة وخطورة عن الحروب العسكرية مما يجعل العديد من الدول تعمد إلى وضع خطط وإستراتيجيات وبناء منظومة إعلامية كبرى تسعى لتحقيق أهدافها والدفاع عن مصالحها.
لقد كان في ذلك اللقاء التاريخي تأكيدًا لأهمية الدور الذي يقوم به الإعلاميون في المملكة، ودعمًا كبيرًا لرسالتهم وشحذ عالٍ لهممهم وعظم الطموحات المأمولة منهم خصوصًا وإننا نحظى اليوم بكفاءات إعلامية تتمتع بخبرات دولية ويمكن لتلك الكوادر أن تكون أداة إعلامية قوية تساهم في نقل رسالة المملكة وصورتها الحقيقية إلى كافة أرجاء العالم مدعومين برؤية المملكة 2030 والتي تعد حافزًا وداعمًا قويًا للمنظومة الإعلامية والتي من أولوياتها الدفاع عن الوطن وقضاياه المختلفة.