Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

التغير يبدأ من هنا

A A
نحرص كثيراً علي قراءة اتجاهات الاقتصاد ومحاولة تلمس الطريق خاصة في فترات التحولات الاقتصادية سواء كانت سلبية أو إيجابية حتي نتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح حتى لا نجد أنفسنا في مواجهة معادلات يصعب علينا تقبلها. ويعتبر القرار الفردي على مستوى المجتمع هو أساس التحول في الاقتصاد ومسببه. في مجتمعنا الحالي نجد أن الغالبية لا تزال تنتظر التحول ولا تحاول استباقه الأمر الذي يسهم بطريقة مباشرة في تبطيء حدوثه أو عرقلة حدوثه. فالكل يعتقد أن التحول مازال بعيداً عنا زمنياً وبالتالي تعكس التصرفات الفردية داخل المجتمع سلوكاً سلبياً تجاه دفع التحول الاقتصادي وتحقيقه على أرض الواقع. لا يزال المجتمع في اقتصادنا السعودي بكامل أطيافه يعتقد أن التحول ليس الآن وبالتالي تنعكس التصرفات والسلوكيات. فمثلاً اذا كنّا نعتقد أننا خرجنا من مرحلة الانكماش الى مرحلة الانتعاش أو الرواج فالمفترض أن السلوكيات داخل المجتمع تعكس ذلك ولكننا لا نلمس ذلك حالياً على أرض الواقع وانما العكس بأن الوضع لازال كما هو مما يفاقم الوضع ويزيده تعقيداً. فسلوك المجتمع بكل أطيافه في الظروف الحالية يحتاج الى تغير حتى نلمس التحول الاقتصادي. وتجد بالتالي السلوكيات تتفاعل مع المؤشرات السلبية أكثر من تفاعلها مع المؤشرات الإيجابية. وبالتالي نجد أن هناك إحجاماً عن التوسع والانفاق نظراً لان الوضع ربما في انتظار مؤشرات إضافية تعكس حدوث التحول. وأصبح بالتالي الحذر هو سيد الموقف والانتظار هو الأساس لان نقطة التحول ليست الان inflection point وأنها ربما تحدث العام القادم أو الذي يليه. ومن غير المعتاد أن يمر الاقتصاد السعودي بفترة كالتي مر بها لأنها حفلت بتغيرات كثيرة لم تكن معروفة أو ملموسة.
هناك حاجة فعلية لأن يدرك المجتمع بكافة أطيافه أن التحول تم وأننا في لحظة التحول والتغير. وأن يكون السلوك مرادفاً لهذا الاعتقاد خاصة وأن عدداً من المؤشرات الاقتصادية أصبح يعكس لنا واقعة حدوث التحول والتغير.. وحتى يحدث ونلمسه على أرض الواقع لابد أن يضاهي سلوكنا هذا التحول وهو غير ملموس لنا حتى الان واستمرار السلوك من زواية الترقب والحذر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store