بالرغم من أن البعض يولدون ليكونوا قادةً، فإن هذا لا يعني أنه سيصبح قائداً بين عشيةٍ وضحاها، واليوم وبشكل متنامٍ، إذا لم تستثمر المؤسسات في تدريب موظفيها المتميزين على القيادة، فمن المرجح أن يغادر هؤلاء الأفراد للبحث عن فرص تزودهم بتجارب قيادية أعمق في مؤسسات أخرى.
وبشكلٍ عام، فإن التدريب على المهارات القيادية هو وسيلة رائعة للمدراء على جميع المستويات لتحسين قدرتهم على إلهام وتحفيز الأفراد وفرق العمل المختلفة لتحقيق نتائج أعمال متميزة، ويتطلب هذا النوع من البرامج التدريبية البحث عن طرق مبتكرة لتطوير وإدارة الموظفين، وقبل النظر إلى دورات القيادة المختلفة، على المتدرب أن يفكر في مهارات القيادة المحددة التي يرغب في تطويرها. على سبيل المثال، عليه أن يحدد فيما إذا كان يرغب في تحسين قدرته على تحفيز فريق عمله، أو تنمية قدراته في حل الصراعات وإيجاد حلول سريعة وناجحة لمشاكل العمل اليومية، وهل يحتاج إلى بناء مهارات القيادة من أجل القيام بعمله الحالي بشكل أكثر فعالية، أو من أجل الحصول على منصب أعلى. وستساعد الأجوبة على أسئلة كهذه على تحديد نوع الدورة التدريبية الخاصة بمهارات القيادة التي يجب أن يبحث القائد عنها.
وعلى المستوى الشخصي، يجب أن يهتم من يرون في أنفسهم أنهم قادة محتملون بتنمية مهاراتهم بصدق وجدية، وليس فقط أن يتعلموا الطرق المثلى لتفويض المهام أو إدارة العمليات، فالتدريب الفعال للقيادة يجب أن يشمل التركيز على الوعي الذاتي والذكاء العاطفي، والتعاطف، وإدارة التغيير. ومن الجدير القول أن الاستخدام الأكبر للتكنولوجيا اليوم سيكون مفتاح النمو المستقبلي، كما يجب تشجيع جميع الموظفين ليصبحوا خبراء وقادة في مجالات خبراتهم، وهذا بدوره يساعدهم على تطوير المهارات والثقة ليصبحوا قادة داخل مكاتبهم أيضاً.
من جهةٍ أخرى، يحتاج أصحاب العمل من القادة إلى تمكين الموظفين المبتدئين من المشاركة في صنع القرار بدرجةٍ ما، وتمكينهم من الشعور بقيمتهم في المؤسسة. وبعمل خلاف ذلك، قد يقفزون من السفينة ليستقلوا قارباً يتمتعون على متنه بالاحترام والتقدير. ومع ذلك، تعتبر صناعة القادة أمراً يستغرق الكثير من الوقت في أغلب الأحيان، ويحتاج إلى الصبر من قبل الطرفين، فإن الأمر يتطلب بعض الوقت والجهد لتطوير مهارات القيادة الفعّالة.