جاء الإعلان عن تكفل وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان بعلاج الموسيقار غازي العلي ودعمه ماديًا، مجسدًا لدعم الدولة للفنانيين والوقوف بجانبهم في الظروف الصعبة، كما يطرح الامر سؤالا في الوقت نفسه، عن اهمية التحرك المؤسسي الذي يكفل الرعاية للفنانيين في الوقت والمكان المناسبين، والحقيقة ان العلي الذي عرف دائما بالمثابرة في وجه المرض الذي يتنوع بين آلام الظهر والعين والقلب، لايزال يحلم للفن بمعهد كونسرفتوار متخصص للموسيقى وتأسيس فرق موسيقية مؤهلة لمرافقة الفنانيين في اعمالهم بدلا من السفر الى الخارج. عاش العلي طفولته في المدينة المنورة بعد فقدانه لوالده صغيرًا، واهتمت والدته برعايته وتعليمه في المدينة ثم في جدة، حيث درس الإعدادية في المدرسة النموذجية بمدينة الملك سعود التعليمية.
انتقل إلي مصر عام 1960م لدراسة الموسيقى، وهناك أكمل دراسة الثانوية بمعهد الموسيقى، وشجعه علي إكمال دراسته الموسيقار أبوبكر خيرت، مدير المعهد، الذي كان يشترط علي الطلاب الدارسين أن يكون لديهم الثانوية، وعندما جاءه غازي علي ولمس فيه عشقه للموسيقى وموهبته الفنية، شجعه علي إكمال دراسته في المعهد.
تخرج الموسيقار غازي علي في المعهد بالقاهرة عام 1967م بعد أن قضى به قرابة سبع سنوات في دراسة متخصصة جادة.
درس الموسقار غازي علي علم «اليوجا» في بريطانيا لمدة خمس سنوات من عام 1970 إلي 1975، وهو يعتبر «اليوجا» نقلة مميزة في حياته.
وعاد إلي السعودية عام 1976 وافتتح فصلا دراسيا في جمعية الثقافة والفنون ولم يستمر طويلا، وبعدها جعل منزله معهدًا مصغرًا لتعليم الفنون والموسيقى، وقد خرج من هذا المعهد الصغير الكثير من الفنانين الشباب.
أشهر الأعمال
ومن أشهر أغنياته وألحانه:«روابي قبا»، «ربوع
المدينة»، «شاربة من زمزم»، الموعد المنسي»، «ولفنا عليك»، «وحشتيني»، «يوم نويتوا علي السفر»، «علي البحرين»، «سليمى»، «لو شفتها»، «يا بديع الجمال»، «ماشي علي هوينا»، «سلمي يا ست الحلوين».ولحن للراحل طلال مداح عدة أغنيات، هي: «سلام لله يا هاجرنا»، و»مش دا كلام ينقال» والأغنيتان من كلمات غازي علي نفسه، وأغنية «اسمر حليوة مخاصمني» من كلمات الشاعر طاهر زمخشري.
كما غنى من ألحانه من المطربين والمطربات السعوديين والعرب: وديع الصافي، محمد قنديل، ماهر العطار، سميرة توفيق، سعاد هاشم، عايدة بوخريص، أسامة عبدالرحيم.وقدم الموسيقار غازي علي أوبريتًا وطنيًا بعنوان: «نور الدنيا» من ألحانه وغنائه وبمشاركة المطربين محمد عمر وعلي عبدالكريم.
نجاح متفرد
ورغم النجاح الكبير الذي حققه الفنان غازي علي باعتباره واحدا من أعمدة الفن السعودي إلا أنه دائما ما كان بعيدا عن وسائل الإعلام حيث لا يحب الظهور كثيرا. وقال في إحدي المقابلات النادرة معه بأنه لا ينظر إلي الشهرة وإنما هو عاشق للفن فقط ولا يريد أكثر من ذلك. و يرى أن شركات الإنتاج هي التي تتحكم في مصير الفن والفكر والأدب والثقافة. وارتبط الفنان غازي علي أثناء دراسته للموسيقى في القاهرة بعدد من الموسيقيين العرب الكبار ومنهم رياض السنباطي خاصة بعد افتتاح قسم خاص للموسيقى الشرقية في المعهد.