ظل دوماً شغوفاً بإمكانية تحويل مجتمعنا إلى مجتمع معرفي، كان دوماً يختلط بكافة الطبقات الاجتماعية في البلد ويستمع لهم ويتباسط لكي يسمع كل ما لديهم من أفكار ورؤى خلال ثلاثة عقود مضت وظل كما هو دائماً وفياً لأصدقائه قريباً منهم. في كتابه «التحول المعرفي.. سبل.. ومراحل!» حاول الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود أن يتأمل فيما حاول إنجازه وما يتمنى إنجازه قبل أن يتقلد مسئوليات عديدة في الدولة وأثناءها وبعدها لإيمانه العميق بأهمية الاستثمار في إنسان هذا الوطن لينطلق نور العلم والمعرفة وتكون بلادنا ومكانتها في قلوب الأمم مصدر إشعاع في عالمنا الذي نعيش فيه. استخدم المؤلف رمز الاستجابة السريع وهي تقنية جديدة في عالم النشر لإحالة القارئ إلى ما يكمل النص المكتوب شاملاً الفيديو والكتب والوثائق المختلفة، ولعلي أنصح القراء بقراءة الكتاب والإحالات للتعرف على العديد من المحطات التي تستوجب الوقوف عندها.
عمل كمتدرب في مركز الأبحاث والتقنية الصناعية مستفيداً من معهد ستانفورد للأبحاث بكاليفورنيا المعروف باعتماده على التقنيات الحديثة في المعلوماتية وبناء الإستراتيجيات وكان هذا المعهد المسؤول عن خطة التنمية الخمسية الثانية للمملكة. مشاركته في مركز العصف الذهني التابع للحكومة البريطانية في منتصف السبعينيات ونادي روما «Bell And Hawell» في مينيسوتا ومعهد هوفر ومركز أبحاث «بكتل» بجامعة استانفورد عززت توجهاته واهتماماته. ساهم في تأسيس الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية لإيمانه بأن الفروسية ليست رياضة فحسب إنما هي رسالة تشمل أهل الجزيرة العربية وأصحاب الخيل العربية الأصيلة. كتابه التحول المعرفي، سبل.. ومراحل، كان خلاصة تجربته من المهام التي أوكلت إليه كوكيل للحرس الوطني في القطاع الغربي ثم مساعد لرئيس الاستخبارات العامة ثم وزير للتربية والتعليم فضلاً عن ترؤسه للبرنامج الوطني للطفولة وتعيينه نائباً لرئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ورئيساً للكشافة السعودية، وهو مؤسس (برنامج رسل السلام عام 2011) بجهود المخلصين، وبعد عمل طويل ولقاءات وورش عمل تم تتويج هذه الجهود بإطلاق (استراتيجية المعرفة) في عهد خادم الحرمين الشريفين المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2013. هذه الجهود لم تذهب سدى كما يتخيله البعض وما يتم الآن على أرض الواقع في هذا المجال يؤكد الحقيقة لاسيما وأن من تولى حقيبة وزارة التعليم حالياً هو شريك أساس ضمن فريق العمل إبان تولي الأمير فيصل وزارة التربية والتعليم.
لعل من نافلة القول التأكيد بأن هذه السطور تعكس جهود كل من ساعد وساهم بقليل أو كثير في التحول المعرفي في بلادنا وهي حقيقة ماثلة للعيان، فالقفزات المتلاحقة التي تحققت في السنوات الأربع الماضية خير شاهد على ذلك ومازالت القيادة الحكيمة في بلادنا تتحدى كل الصعاب وتحقق من الإنجازات ما لا يمكن حصره في هذه العجالة.