هل لا يزال بيننا فارغون؟ وهل.. وهل!؟، هو سؤال فخم في زمن التقنية والتي يفترض أن تمنحنا فرصاً ضخمة لنستفيد منها في صناعة مستقبلنا والذي بالتأكيد يعتمد على العلم والاختراع والإنجاز والجد والاجتهاد والعناية بالإنسان وإسعاده وتمكينه من استغلال الوقت في تطوير الذات في كل ما يهم الحياة!. كل هذا هو المأمول الذي يفترض أن تضعه التقنية أمامنا بدلاً من الجنون الذي نراه يحدث في عالم بات يسهر ليلاً على تطبيقات الألعاب الإليكترونية ويتنقل من «الواتس» الى «تويتر» لـ»سناب شات» و»فيس بوك « الخ ليمارس سذاجته ويهدر وقته في كلام فارغ (لا) يقدم له شيئا أبداً سوى تعب في متابعة الناس وملاحقتهم، هذه سافرت وأخرى جاءت، وهذا اشترى وآخر باع، إضافة إلى عبط بعض الذين يقولونها بسذاجة كتلك التي تقول «هو باقي أحد يفتح الواتس»، طيب «ياختي وايش أخبار سناب شات» معاك ومتابعة الفارغات والفارغين الذين وجدوا فرصة في سذاجة العقول التي مكنتهم من التكسب، (لا) والمصيبة أن أكثرهم ضحكوا على متابعيهم وأوهموهم أنهم سعوديات وسعوديون وفي النهاية اكتشفوا أنهم (لا) علاقة لهم بالسعودية أبداً.
الغباء كارثة والفراغ الذي يمنح غيرك فرصة للنهوض هو جنون والتقنية التي تضعك في حفر الظلام والكلام بسبب سطحيتك هي بريئة منك، فهل وصلت الرسالة لكل الذين يعيشون اليوم في غياب عن الحياة الرشيدة والحياة الذكية في علاقتنا مع التقنية والتي كشفت عورات مجتمع يسهر على الوهم ويصحو على الوهم.
وكارثة أخرى هو أن ترى الجهل يمشي على قدمين ويتحدث ليس لأنه عالم ذرة بل لأنه مشهور جمع ملايين السذّج من المتابعين وأثرى على حسابهم «ورزق الهبل على المجانين «.
(خاتمة الهمزة).. الكاتب الفطن (لا) يشتري متابعين بل هم الذين يشترون عقله ويبيعون الغالي والنفيس من أجل هذا العقل والذي وبكل أسف ضاع بينهم كضياع البغول بين السهول.. وهي خاتمتي ودمتم.