في زيارة قصيرة لفرسان أسعدتني جداً، وأتعبتني جداً، وكلكم يعرف ظروف البحر ومتاعبه وحصاره وتعاسته ومزاجيته التي تضعك بين ممنوع السفر وبين الزمن الذي تغير والحياة التي تطورت جداً حتى أصبح كل ما فيها يعتمد على الوقت، وهنا تكون معاناة الفرسانيين مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة حقيقة مؤلمة، ليأتي البحر ويكمل ما تبقى في حكايات يومية صباح مساء مع العبَّارات التي تتحرك بحذر وحرص على سلامة الركاب وكلنا يعرف ظروف البحر وأحوال الطقس التي تتغير يومياً وهي ظروف مُرة أنا عشتها من قديم وبالأمس مع كل الذين اشتكوا لي وبكوا متاعبهم اليومية، ولثقتهم بي ورغبتهم في تناول بعض متاعبهم في زاويتهم «همزة وصل «، وهي والله متاعب مبكية خاصة وأن لبعضهم ظروفاً صحية وحياتية تفرض عليهم السفر وحين تقف أمامهم كلمة (ممنوع) السفر وتردهم إلى بيوتهم بعد انتظار ممل في العبَّارات يكون وقتها الوضع هو العذاب بعينه.. وهي حقيقة مؤلمة أن تتحول الحياة الى قائمة طويلة من المتاعب وأحاديث عن الريح، عن الموج، عن حصار البحر الخانق، وكأنها تريد أن تقول نريد حلولاً عاجلة، نريد مطاراً يخلصنا من وجع الحياة القاسية!!.
البحر قضية والسفر لم يعد ترفاً بل ضرورة، والإنسان الفرساني يستحق كل خير، والدولة بكل أمانة منحت فرسان وأهلها عناية ورعاية خاصة، وسمو أمير المنطقة الوالد الأمير محمد بن ناصر وسمو نائبه ووكلاؤه يبذلون كل الجهود لتذليل العقبات، وهنا يكون الأمل في أن يأتي لفرسان المطار بالسرعة القصوى ليخلصهم من البحر ويحملهم في أي وقت حيث يريدون وثقتي في القادم الأجمل من خلال معلومات أكيدة حصلت عليها وجهود كبيرة ومفرحة للمستقبل الذي نريده أن يكون شيئاً خاصاً وخالصاً وجميلاً لفرسان البحر والتاريخ.
(خاتمة الهمزة)... جمال فرسان شيء خرافي لولا ظروف البحر ومزاجيته، فمتى يأتي المطار..متى؟ ..قولوا لنا قريباً.. لتفرح ويفرح الفرسانيون كلهم.. وللحديث بقيه.. وهي خاتمتي ودمتم.