في يوم 17/10/1440هـ نشرت لي جريدة (المدينة) مقالاً بعنوان (أجمل من ذي العمامة) تفاعل معه كثير من القراء الكرام.. وقد نشر المخرج التلفزيوني سابقاً الأستاذ عبدالله رواس تعليقًا مهمًا على مقالي في مجموعة (الثلوثية) في الواتس أب التي أعتز بالاشتراك فيها..
يسرني اليوم أن أنشر تعليقه بتصرف لكي لا تقتصر فائدته على عدد من الأصدقاء الأعزاء:
«كتب بابا يعقوب في مقاله بعنوان (أجمل من ذي العمامة) عن (العمائم) وكنت أتطلع أن يتوسع في حديثه هذا عنها ليشمل اهتمامات أهل الحجاز بلبسها إذ كان لكل منحى من مناحى الحياة (لفة عمامة) تشير الى كل حرفة من الحرف، فعلماء الدين لهم لفات تميزهم عن غيرهم تتسم بالهيبة والوقار، والتجار والصناع لهم لفات مميزة أيضاً.
أما مَشَاكِلة الحارات (الفتوات) فلهم لفات عمامات توحي بما لكل واحد منهم من سطوة ومقدرة على النزال بل وكان لكل حارة من حارات مكة (لفة عمامة) ذات تميز خاص ولا يسمح للآخرين تقليد لفتهم أو مسها ولذلك هم يرددون دائمًا وباعتزاز بالغ المثل الشعبي المكي الشهير (قطع الرؤوس ولا هد العمائم) أي أن مجرد مد اليد للمس العمامة بقصد التحدي يعد اجتراء على صاحب العمامة وانتقاصاً لهيبته!
كما أن المكيين من اهتمامهم بلبس العمائم يتخيرون لها أجود الأقمشة وأغلاها مثل قماش الغباني والسليمي والمتفِّح والشال والمصنف اليماني، وتوجد أسماء أخرى لأقمشة العمائم المكية لا تحضرني الآن.
ومن تجار الأحاريم من آل الطيب السادة عبدالله محمد سعيد طيب والد أستاذنا (أبي الشيماء) ومحمد سعيد ابراهيم طيب وهو تاجر جملة وأبناؤه جميل طيب وكيل وزارة الثروة المعدنية رحمه الله، ونورس وهو مازال على تجارة أقمشة الأحاريم وآخرون من آل الطيب أذكر منهم حسن وحسين طيب.
ومما كنت أشاهده في مواسم الحج أن السادة من آل الطيب كانوا ذوي اختصاص ولهم مهارة في اتقان لف العمائم على رؤوس زبائنهم من الحجاج وكان الحاج على سبيل المثال يجلس على مقعد مخصص بدكان حسن وحسين طيب بالمُدَّعى ويتم تعميمه بواحد من الأحاريم المعروضة بالدكان فيبتهج الحاج ويدفع الثمن المقرر وهو ممتن جدًا ويغادر وكأنه واحد من طلبة العلم بالمسجد الحرام.. إنه مشهد حضرت وقائعه مرات ومرات منذ أكثر من نصف قرن ولا أدري ان كان ماثلاً حتى الآن أم لا؟.. فتجارة الأحاريم بمكة اقتحمها غير المختصين وأصبح للأحاريم مسميات هجينة غير المسميات المتعارف عليها ولا حول ولا قوة الا بالله».
شكرًا للصديق الأستاذ عبدالله رواس على هذه الحقائق المهمة جدًا عن العمامة في أهم مدن الحجاز (مكة المكرمة).. علمًا بأني أبحث هذه الأيام عن المراجع اللازمة لإعداد بحث متكامل عن العمامة أشكر مقدمًا كل من يتبرع بتزويدي بنسخة من أي كتاب لديه عنها أو يدلني على اسمه وناشره.