حينما ظهرت صيحة جوال الباندا الذي لم يكن المجتمع وقتها مستوعبًا لتلك الطفرة الحضارية القادمة ما جعل البعض يستغله أبشع استغلال من ناحية التصوير غير الأخلاقي وخلافه حتى بدأت تهدأ تلك الحالة التي أشبهها كإعصار تسونامي الذي دمر كل شيء بمروره حتى انتهت قوته وتلاشت وبدأ المجتمع يعود مرة أخرى لمساره الطبيعي بعد أن سقط من سقط ممن ركب تلك الموجة بالخطأ وكذلك الحال اليوم مع ظهور برامج السوشل ميديا التي أفرزت لنا الغث والسمين وبينت لنا ضحالة فكر البعض حينما يمجدون الشخصيات الساذجة والهزيلة الداعية للانحطاط الاخلاقي أو التخلف الفكري أو التأخر الحضاري حينما يقدمون مواد إعلامية لا تليق بأمة العلم والمعرفة حتى تصدر بعضهم الساحة واكتسحها بملايين المشاهدات ما يعني أن رجال الفكر لدينا في وادٍ وهؤلاء في وادٍ آخر بالكاد تصل ثقافتهم خارج أسوار مدينتهم حتى أصبحنا نرى رجوح كفة أولئك القادمين من قاع الجهل على كفة المثقفين والأدباء في الوطن العربي ولكن باعتقادي أنها حالة طبيعية في المجتمعات السامية لأنها ستعود لرشدها ويتطور المجتمع، وينضح أولئك المشاهير وينفد مخزونهم الفكري والثقافي ولم يعد ما يقدمونه يسمن أو يغني من جوع والجميع يشاهد أن بعضهم يبدأ بفكر معين ثم ما أن ينتهي ذلك الفكر إلا ويتجه لفكر آخر فذلك الذي كان يقدم نفسه كل صباح بالسخرية لما انتهى مخزونه الفكري أصبح يتجه لبرامج الأطفال وهكذا يتجهون لمكان لقمة العيش ولكن تبقى الأمة في مسارها الطبيعي تمر بمراحل وتحولات فكرية حتى تتعداها بسلام كلما تعافت ويبقى تاريخها الثقافي والأدبي مخزونها السامي أمام ثقافات وشعوب العالم.