المرحلة التي نعيشها في بلاد الحرمين هي مرحلة بناء وإعادة هيكلة وتغير اتجاه، لأن المستقبل والأجيال القادمة يتطلبان ذلك. وتهدف الهيكلة الى تغيير الثوابت الاقتصادية التي عاش عليها الاقتصاد السعودي بدءاً من النفط، والهدف هو حقبة جديدة بكل ما تعكسه من تحولات. وتدرك القيادة أهمية التحولات وواقع المستقبل لكي نكون أكثر استعداداً ويستمر وضعنا الاقتصادي وقوتنا مستقبلاً.
السعودية تدرك أهمية المنطقة وأهمية أن الاستقرار والنمو يجب أن يتعداها لغيرها لأنها تتأثر وتؤثر على من حولها وعلى العالم العربي والإسلامي. وبالتالي تستهدف أن تفرز التغيرات الاقتصادية ايجاباً على العالم العربي والإسلامي. لذلك تبرز أهمية الحج كمحرك لتقريب وجهات النظر وتفعيل المحرك الاقتصادي ليخرجنا من الوضع الحالي ونحن أكثر ترابطاً وأقل اختلافاً لتنهض بالتالي أمتنا اقتصادياً. فالاقتصاد هو المحرك الأهم في تقريب وتوحيد الأمة الإسلامية ولا ينفع غيره من إرهاصات. وتدرك السعودية أهمية الاقتصاد وتوجيهه لذلك تجد تركيز القيادة عليه أكثر من غيره.
الاقتصاد وليس غيره من يبني المجتمعات ويحقق لها الأمن والرخاء كنتاج طبيعي. وهو ما يجب أن نركز عليه لإخراجنا من الركن والوضع القائم في مختلف دول المنطقة. والكل يدرك أن تحسن الوضع الاقتصادي ممكن بما تحويه المنطقة العربية والإسلامية من قدرات وإمكانيات مهولة لتعود بالنفع للعالم وهو ما يحرص عليه من قبل القيادة. ولاشك أن الإرهاصات التي عايشناها في الحقبة الزمنية لن تنتهي إلا بالحكمة والتركيز على البعد الاقتصادي كمخرج حيوي ومهم لما نحن فيه. وتدرك القيادة أهمية ذلك، حيث نجد أن جل التركيز كان ولازال حول التحول الاقتصادي لبناء أمة قوية قادرة على تحقيق الخير للإنسانية. نسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يجمع الأمة على خير شعوبها ومصالحها لتكون قادرة على بناء الإنسانية لأنها لاتزال تسير على الطريق الصحيح وهو بناء اقتصاد قوي ومؤثر.