Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

خذ الحكمة من بلزاك.. واترك النصائح وراك

الحبر الأصفر

A A
دَائِمًا أَتشدَّد وأَتطرَّف فِي مَوضوع النَّصَائِح، لَيس لأنَّني لَا أُحبّها، بَل لأَنَّهَا صَعبة الحصُول، فالذين يَعرفُون قِيمة النَّصَائِح؛ لَا يَنصَحُون إلَّا بشَكلٍ نَادِر جِدًّا، أمَّا الذين يَنصَحُون بشَكلٍ مَجَاني، فهُم –فِي الغَالِب- سَطحيُّون، وسَاديُّون..!

نَعم، الدِّين النَّصيحَة، ولَكن لَا أَحَد يَعرف شرُوط النَّاصِح، ومَا الأَدَوَات التي يَجب أَنْ تَتوفَّر فِيمَن يُسدي النَّصَائِح، ولَو عَرفتم الشرُوط والأَدَوَات؛ لامتَنَعَ أَغلبكم عَن إعطَاء أَي نَصيحَة..!

تَقول الكُتب: إنَّ أَحَد المُتحذلِقين؛ نَصحَ الأَديب الفِرنسي الكَبير "بلزاك"، ولَكن "بلزاك" انحرَف عَن النَّصيحَة، فحَقَّق النَّجَاح، حَيثُ جَاء فِي سِيرتهِ الذَّاتيَّة مَا يَلي: (أَرَاد "بلزاك" أَنْ يَكون نَاشِراً، فأَفلَس، ثُمَّ أَرَاد أَنْ يَشتَغل مُوظَّفاً، فأَخطَأ التَّوفيق، وظَلّ هَكَذا فِي نحُوسِه، يَنتَقلُ مِن خيبةٍ إلَى أُخرَى، إلَى أَنْ صَادفه؛ عضو مِن أَعضَاء المجمع الفِرنسي، المُلقَّبين بالخَالدين، وبَعد أَنْ اطّلع عَلَى بَعض مُحَاولاته الكِتَابيَّة البَاكِرَة، قَال لَه: "يَا بُني جرّب حَظّك فِي كُلِّ صِنَاعَة، إلَّا صِنَاعة القَلَم، فلَا حَظ لَك مِنهَا، ولَا حَظ لَكَ فِيهَا"). الآن وبَعد كُلّ هَذه السَّنوَات، تَشَاء الأَقدَار أَنْ يَدفن النِّسيَان اسم العضُو الخَالِد، ويَبقَى اسم الصَّبي "بلزاك"؛ فِي طَليعة الأُدبَاء الخَالِدين..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، أَرجُوكم يَا مَن تَهدون إليَّ النَّصَائِح؛ فِي الصَّبَاح والمَسَاء، تَرفَّقوا ثُمَّ تَرفَّقوا، وحَاوَلُوا قَبل أَن تَعطوا أَي نَصيحَة لِي ولغَيري، أَنْ تُفكِّروا فِي الكَلَام الذي تَقُولُونه.. هَل هو مَبني عَلَى وَعيٍ واهتمَام، أَم سَذَاجَة وأَوهَام..؟!!

T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store