إلى متى يظل لبنان رهينة لتصرفات (حزب الله)، عاجزًا عن منعه من الأفعال والتصريحات المنفلتة وتعريض أمن لبنان للخطر من أجل عيون أسياده في إيران؟! وإلى متى يظل لبنان فاقدًا للسيطرة على حدوده البرية والجوية واضعًا إياها تحت تصرف ميليشيات حزب الله، تمرر عن طريقها الأسلحة المرسلة للحزب من إيران لتقويته وفرض كلمته على السلطة التنفيذية في لبنان، وإدخال المرتزقة الذين يجلبهم قائد فيلق القدس «قاسم سليماني» إلى لبنان بدون وثائق سفر؟! وهل يرضى لبنان بأن يتحول إلى محافظة إيرانية يصادر قرارها مرشد إيران، ويجعلها منطلقًا لتهديداته ضد إسرائيل؟!
عشرات من الأسئلة تفرض نفسها إلا أن الإجابة عنها مُرة بمرارة الحنظل بعد أن أمسك (حزب الله) بكل شيء في لبنان حتى اختيار رئيس الدولة هو من يختاره ويفرضه كما حصل في الانتخابات الأخيرة التي جاءت بـ(ميشيل عون).
في خطابه الأخير الذي أعقب انفجارات الطائرات الإسرائيلية المسيرة في الجنوب في معقل حزب الله واستهدفت مقراته، تجاهل (نصر الله) الحكومة اللبنانية والرئاسة، بعد أن توعد إسرائيل برد قاس، وقال للحكومة «عليكم بالسياسة، أشجبوا، ونددوا، وتقدموا بشكوى للأمم المتحدة، ونحن علينا حل المشكلة عسكريًا وتأديب إسرائيل، نحن سنواجههم في لبنان وليس في مزارع شبعا» كما دعا اللبنانيين إلى الاستعداد للحرب.. هكذا وكأنه لا توجد حكومة ولا وزارة دفاع، لعلمه بضعف الرئاسات الثلاث في لبنان أمام سطوته وقوته، مما يعني أن قرار الحرب في لبنان ليس بيد الدولة، بل أضحى بيد حزب مرتبط بإيران.
الهجوم الإسرائيلي الأخير لم يأت من فراغ، ذلك لأنه في شهر يوليو الماضي نشرت ميليشيا حزب الله قواتها على الحدود اللبنانية الإسرائيلية استعدادًا لشن هجمات على إسرائيل إذا قررت إيران ذلك، وصرح أحد قادتها بأن هناك 800 مقاتل على الحدود جاهزون وربما نحن من سيطلق الطلقة الأولى هذه المرة، واستشعر الإسرائيليون بأن هناك خطر قادم، وتوصلت استخباراتهم إلى أن هناك خططًا تجري في كل من العراق وسوريا ولبنان لتوجيه ضربات بصواريخ وطائرات مسيرة تجاه إسرائيل، فاستبقوا تلك العمليات بضرب تلك المواقع، لاسيما أن إسرائيل قد حذرت من أنها ستضرب أي دولة تسهل عملية اقتراب الميليشيات الإيرانية من حدودها.
إيران وجحافلها كانت العامل المشترك في ضرب إسرائيل لمواقع في كل من العراق وسوريا ولبنان، (قاسم سليماني وحسن نصر الله) اتخذا القرار بتأديب إسرائيل وقطع يدها بعيدًا عن قرار حكومتيهما، وأنها ستكون آخر المعارك كما قال «سليماني»، والكل يترقب ما يحمله المستقبل، ربما.. ربما يحالفهما الحظ طالما أن (أولاد الحارة) كما قال حسن نصر الله في خطابه الأخير هم الذين أسقطوا الطائرتين المسيرتين بالحجارة!!.