Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

تبسيط الرؤية والرسالة بدون إطالة

الحبر الأصفر

A A
النَّاس -فِي العَادَة- يَقعون فِي غَرَام المَال، أَو النَّاس، أَو الأَكل، أَمَّا أَنَا فَقَد وَقعتُ -مُؤخَّراً- فِي حُبِّ الرُّؤيَة والرِّسَالَة، ومَا بَينهمَا مِن تَبَادُلٍ وغَرَام، لِذَلك أَنفَقتُ بَعض الأَسَابِيع -مِن هَذا العَام- فِي القِرَاءَة، والتَّبحُّر، فِي مَفهوم الرِّسَالَة، ومَفهوم الرُّؤيَة، لِذَا دَعُونِي -مِن خِلال هَذا المَقَال، ومَا يَليه مِن مَقَالَات- أَتفَلسف وأَمدُّ قَلَمِي، وأَنشُر مَا خَرجتُ بِهِ مِن حَصيلةِ القِرَاءَة والاطّلَاع، واليَوم سأَنقل لَكُم مَا وَجدتُه مِن فرُوقٍ؛ بَين الرِّسَالَةِ والرُّؤيَة:

الرِّسَالَة، وتَعنِي باللُّغَة الإنجلِيزيَّة Mission، يُقصَد بِهَا المُهمَّة، أَو الدّور الذي تَودّ أَنْ تَسير عَليهِ فِي الحيَاة، لِذَلك قَد يَسأَلَكَ أَحدُهم قَائِلاً: "مَا دَورك فِي الحيَاة"؟، وكُلُّ الحُكمَاء والعُقلَاء يَعرِفُون دَورهم، ويُدركون رِسَالتهم؛ قَبل أَنْ يَنطَلقُوا إلَى الحيَاة، وإذَا أَردنَا الاستشهَاد سنَقول: إنَّ الرَّسُول –صَلَّى الله عَليهِ وبَارك- حَدَّد رِسَالته بقَوله: (إنَّمَا بُعثتُ لأُتمِّم مَكَارم الأَخلَاق). والرِّسَالَة هِي مُهمَّة مَفتُوحَة فِي الحيَاة، وتُعبِّر عَن شَيءٍ عَام، وطَريقٍ مُستَمر بِلَا نِهَايَة..!

أمَّا الرُّؤيَة، وتَعنِي باللُّغَة الإنجلِيزيَّة Vision، فيُقصَد بِهَا؛ النَّتيجَة النَّهَائيَّة التي يَسعَى الشَّخص لصُنعِهَا، أَو بمَعنَى آخَر، هِي المَحطَّة التي يُريد الإنسَان الوصُول إليهَا.. والرُّؤيَة كَلِمَةٌ عَامَّة تَشمَل الأَهدَاف، والأَهدَاف بدَورهَا تَنقَسم إلَى: بَعيدَة ومُتوسطَة، وقَصيرَة المَدَى..!

وإذَا أَردنَا مَعرفة الفَرق بَين الرِّسَالَة والرُّؤيَة، فيُمكن القَول: إنَّ الرِّسَالَة غَير مَحدُودَة بهَدفٍ مُعيَّن، بَينَمَا الرُّؤيَة لَهَا مَقصد وهَدف تَصل إليهِ. الرُّؤيَة شَيء يَنتَهي بتَاريخ مُحدَّد، مِثل رُؤية 2030، بَينَمَا الرِّسَالَة مُهمَّة مَفتُوحَة، لَا تَنتَهِي إلَّا بمَوت الإنسَان. الرُّؤيَة نَتيجَة، بَينَمَا الرِّسَالَة اتِّجَاه..!

أَكثَر مِن ذَلِك، الرُّؤيَة كَمّية، بَينَمَا الرِّسَالَة نَوعيَّة. وأَخِيراً، الرُّؤيَة تُحسَب وتُعدّ، بَينَمَا الرِّسَالَة تُشعَر وتُحَسّ..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: دَعونَا نُبسِّط الفَرق بَين الرِّسَالَة والرُّؤيَة؛ مِن خِلَال مِثَال بَسيط، نُطبّقه عَلى الشَّيخ القَارئ "عبدالله بصفر"، حَيثُ إنَّ لَديه رِسَالَة ورُؤيَة، فرِسَالَته هِي نَشر ثَقَافة وحِفظ القُرآن الكَريم، أَمَّا رُؤيته فهِي أَنْ يُحفِّظ كِتَاب الله لمليُونِ شَخص..!

هَذَا مَا كَان مِن أَمر الرُّؤيَة والرِّسَالَة.. وفِي المَقَال القَادِم، سأَتنَاول جَانِبًا آخَر مِن جَوَانِب الفَرق بَينهمَا..!

T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store