أطلقت شرطة جنوب إفريقيا، اليوم الثلاثاء، الرصاص المطاطي في جوهانسبرغ لمنع حصول أعمال نهب جديدة بعد ليلة ثانية من أعمال العنف المناهضة للأجانب؛ حيث تم إحراق متاجر. فيما اعتبر رئيس البلاد هذه الأعمال "غير مقبولة على الإطلاق". وكانت أعمال العنف قد اندلعت ليلة أمس (الاثنين) في حيّ الكسندرا في جوهانسبرغ المتاخم لحي ساندتون المالي. حيث تم إحراق عدة متاجر ونهب أخرى في الحي كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، قبل عودة الهدوء صباح اليوم الثلاثاء.
وتشهد جنوب افريقيا منذ مساء الأحد موجة جديدة من أعمال العنف ذات الطابع المناهض للاجانب. وقال التاجر المتحدر من بنغلادش كامرول حسن أمام متجره المحترق لوكالة فرانس برس "لقد أحرقوا كل شيء". وأضاف "كل ستة أشهر يحصل الامر نفسه. بالتالي لماذا نبقى هنا؟ لقد خسرت كل شيء، واذا دفعت الحكومة تكاليف سفري فسأعود الى بنغلادش".
بدأت أعمال الشغب بعد مقتل ثلاثة أشخاص في حريق لم تتضح أسبابه بعد في مبنى بوسط مدينة جوهانسبرغ قبل ان تمتد الى مناطق أخرى في العاصمة الاقتصادية لجنوب افريقيا، ثم الى بريتوريا العاصمة السياسية الواقعة على بعد 60 كلم منها. وتم توقيف أكثر من 110 أشخاص بحسب آخر أرقام نشرتها السلطات التي أشارت الى مقتل مدني في ظروف لم تتضح بعد.
تنديد رئاسي
وندد رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا الثلاثاء باعمال العنف المناهضة للاجانب التي تشهدها البلاد معتبرا انها "غير مقبولة على الاطلاق". وقال في شريط فيديو نشر على حسابه على تويتر "ادين بأشد العبارات أعمال العنف التي تمتد في أربع محافظات" في البلاد وبينها عاصمتها الاقتصادية جوهانسبرغ والسياسية بريتوريا. وأضاف "الهجمات التي تستهدف تجارا أجانب غير مقبولة على الإطلاق، وهو أمر لا يمكن أن نسمح به في جنوب افريقيا" داعيا الى "توقف هذا الامر فورا".
اتهامات متبادلة
من جهته قال ديفيد ماكورا رئيس وزراء محافظة غوتنغ التي تضم جوهانسبرغ وبريتوريا "لا يمكن السماح لأشخاص أن يطبقوا القانون على طريقتهم". وأضاف "ليس هناك دولة لا يوجد فيها أجانب. كل الدول تواجه مشاكل اللاجئين وطالبي اللجوء". وتابع "من المهم أن نشدد الأمن على الحدود لكن يمكننا التدخل بدون اللجوء الى العنف المناهض للاجانب".
واتهمت المعارضة الرئيس رامافوزا بعدم التحرك أمام أعمال الشغب. وقال زعيم أبرز حزب معارض موسي مايمان الذي يرأس التحالف الديموقراطي "أمتنا تحترق وتنزف". وأضاف في بيان أن شعب جنوب افريقيا "خائف وليس لديه أمل بالمستقبل، نشهد تدهورا اقتصاديا واجتماعيا وتظاهرات يتخللها عنف وأعمال نهب ودمار على نطاق واسع".
من جهته عبر الرئيس النيجيري محمد بخاري عن "قلقه الشديد" الثلاثاء ازاء موجة العنف في جنوب افريقيا ضد المهاجرين الاجانب وخصوصا رعايا بلاده. وأعلنت الرئاسة في بيان ان "الرئيس بخاري أخذ علما بقلق شديد بالهجمات الجديدة التي تستهدف مواطنين نيجيريين وممتلكاتهم في جنوب افريقيا منذ 29 آب/اغسطس". وأضافت ان الرئيس طلب أيضا "من موفد خاص ان يلتقي الرئيس سيريل رامافوزا لكي يعرب له عن قلقه ويبحث معه الوضع" مؤكدا ان هذا الموفد سيصل بريتوريا الخميس على ابعد تقدير.
وتشهد جنوب افريقيا، القوة الاقتصادية الأكثر تطورا في القارة، بانتظام أعمال عنف مناهضة للأجانب تؤججها نسبة البطالة العالية والفقر. وفي العام 2015 قتل سبعة أشخاص خلال أعمال نهب استهدفت متاجر يديرها أجانب في جوهانسبرغ ودوربان. في العام 2008 أوقعت أعمال شغب مناهضة للاجانب 62 قتيلا في مختلف أنحاء البلاد. وتعتبر جنوب افريقيا وجهة أساسية للمهاجرين لاسباب اقتصادية في المنطقة، ويقصدها الكثيرون من ليسوتو وموزمبيق وزيمبابوي المجاورة بحثا عن عمل.
تجدد أعمال العنف المناهضة للأجانب والنهب في جنوب إفريقيا
تاريخ النشر: 03 سبتمبر 2019 17:27 KSA
الرئيس رامافوزا يصفها بـ"غير مقبولة على الإطلاق"
A A