Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

محمد بن سلمان.. رائد الإصلاح

A A
في مقالات لي عديدة سابقة تحدثت عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهو يستحق ذلك ليس تطبيلاً ولا نفاقاً له بل لأنه حارب فكراً عفناً منغلقاً منحرفاً عن الدين الوسطي السمح الذي نزل من السماء لكي يحافظ على الضرورات الخمس (الدين والعقل والنفس والمال والعرض). حارب من ابتلينا بهم لعقود طويلة، والذين لا همَّ لهم إلا أن يكونوا سيوفاً مسلطة على رقاب خلق الله، يأمرون الناس بالصلاة، ويضعون قوائم للمصلين في صلاة الفجر، وكأننا نصلي لهم، والعياذ بالله، وليس لله سبحانه وتعالى؟!، يلاحقون محارم الناس وكأنهم أوصياء عليهم وليس أهلهم وأسرهم المسؤولين عنهم، يطاردون الناس بالسيارات وذهب ضحية ذلك أبرياء لا ذنب لهم. يستوقفون الناس بسياراتهم وينتهكون خصوصياتهم بسؤالهم عن من معك في السيارة وعليك وضع عقد الزواج في درج السيارة ودفتر الأسرة لكي تثبت لهم أنها زوجتك أو قريبتك ؟!، يجمعون التبرعات والأموال ولا تذهب إلى مستحقيها بل يتاجرون بها، ويقومون بغسل الأموال، فالتبرعات التي تصلهم ولا يوصلونها لمستحقيها تعتبر «أموال قذرة»، وتدخل من ضمن الجرائم ليس فحسب المنظمة بل والعابرة للحدود، تعاقب عليها الأنظمة والقوانين في المملكة. ابتلينا بهم لأنهم هم أسباب البلاء والشقاء، بل هم من يحرضون على الفتنة والخروج على النظام العام، يدعمون الإرهابيين والإخونجية، والذين يأخذون هذا الدعم ويطعنوننا به من الخلف، فأصبح مجتمعنا ساحة إرهاب ورعب، شوهوا ديناً إسلامياً عظيماً وأصبحنا نتعرى بالمطارات من خلال أجهزة الأشعة التي نخرت عظامنا بسببهم وانحراف فكرهم بل أنهم مرضى عقليون مكانهم المصحات النفسية.

محمد بن سلمان يا سادة أرجع للمواطن كرامته وهيبته، وأرجع له ولها حقوقهم المصادرة عليهم من عقود، وأرجع البلد ممن اختطفوه باسم الجنة وحور العين بل وجعل المملكة في مقدمة الدول بسياستها المتزنة، ومحاربة الإرهاب، وعدم السماح لأي كائن من كان بالتدخل في شؤون دولة عظمى اسمها السعودية، وكندا مثالٌ على تدخلها السافر في شؤوننا وقطعنا العلاقات معها، كوننا لا نتدخل في شؤون أية دولة، وهذه سياسة ثابتة للمملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.

محمد بن سلمان أرجع للدولة السعودية هيبتها وقوتها بقوة شخصيته وبعمره العقلي الذي يتخطى عمره الزمني وبمراحل ما شاء الله، فهو له الفضل بعد الله بتحديث الدولة السعودية ومؤسساتها المترهلة برؤيته الطموحة التي تعتمد على سياسة تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كسلعة ناضبة. محمد بن سلمان هو الذي مكن المرأة وأعطاها حقوقها لكي تقوم بواجباتها تجاه أسرتها ووطنها على أكمل وجه لكي تنتج جنباً إلى جنب مع الرجل. محمد بن سلمان رائد الإصلاح لأنه حارب الفساد والمفسدين بل استرد منهم أكثر من 100 مليار دولار أودعها خزينة الدولة، والبقية من الفاسدين في الطريق سواء كان موظفاً صغيراً أو كبيراً، ونأمل من الوزير الجديد لهيئة مكافحة الفساد، مثلما وجهه محمد بن سلمان، أن لا تأخذه بالحق لومة لائم. فالفساد هو أساس البلاء بل مرض اجتماعي خطير يدمر البلدان ويزيل أنظمة إذا لم تتم مكافحته وبكل قوة.

نختم حديثنا بالقول إن محمد بن سلمان رائد الإصلاح بكل ما تعنيه الكلمة، ولا نستغرب كل هذا العطاء منه فهو ابن القائد الحازم المحنك مليكنا سلمان يحفظه الله..

بارك الله في جهوده ووفقه لإسعاد ناسه ووطنه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة