رَسَائِل الإنسَان فِي وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي، وعبَارَاته اليَوميَّة، والألفَاظ التي يَستَخدمها، تَدلُّ عَلَى مَضمُونه.. إنَّه كالرِّسَالَة التي تَحمل عنوَانها، وإذَا قُلنَا إنَّ الإنسَان هو الرِّسَالَة، فإنَّ المُفردَات والكَلِمَات والمَعَانِي؛ هي المَضمُون الذي يَدور فِيهِ المُرْسَل..!
قَبل أَيَّام كَتَبتُ نَاصية أَقول فِيهَا: يُقال: «أنتَ عِبَارَة عَمَّا تُفكِّر فِيهِ».. وهَذا الكَلَام قَد يَبدُو غَامِضاً، لِذَلك دَعونَا نُقرِّب المَسأَلة بالأَمثِلَة: تَخيّل أَنَّ حيَاتك لوحَة تَشكيليَّة، والأفكَار هي الألوَان.. مِن هُنَا أَقول: إنَّ الأَفكَار التي تُؤمن بِهَا وتَختَارها، هي التي تُكوِّن لوحَة حيَاتك..!
وأنتَ حِينَ تَختَار لون الأَمَل، سيَظهر هَذا اللّون عَلَى لوحَتِك.. وإذَا التَقطتَ لون اليَأس، فسَيرَاه النَّاس عَلَى وَاجهة حيَاتك.. وهَكَذا..!
مِن هُنَا قَرَّرتُ أَنْ أَختَار أَفكَاري، وأُرَاقِب مَسيرتهَا ونموّها، حَتَّى لَا أَجد نَفسي فِي يَومٍ مِن الأيَّام، وقَد أَصبَحتْ لوحَة حيَاتي مَليئَة باليَأس، والتَّشَاؤُم والسَّلبيّة..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني أُرَاقب مُفردَاتي وأَفكَاري بشَكلٍ يَومي، لأنَّ الأَفكَار ستَتحوَّل إلَى مُفردَات، والمُفردَات تَتحوَّل إلَى عَادَات، والعَادَات ستَتحوَّل إلَى سلُوكيَّات، وهُنَا تَصنع عَادَاتك وسلُوكيَّاتك دُون أَنْ تَشعُر، لِذَلك أحرص عَلَى أَنْ يَكون قَاموسي مَليئًا بالإيجَابيَّة، والتَّفَاؤل والخَير، رَغم شُحّ الأَدوَات، وقِلّة المُحفّزات، ولَكن الرَّجُل الشُّجَاع يَصنَع الأَمَل، وهو يَسبح فِي بُحيرة اليَأس..!!