لاقى قرار المملكة العربية السعودية بإلغاء الرسوم على تكرار العمرة والذي كان 2000 ريال لكل مرة، ترحيباً إسلامياً واسعاً على مستوى الدول والشعوب، وداخلياً على مستوى القطاع الخاص وشركات العمرة؛ حيث أبدى الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-يحفظه الله- ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على تيسيرهم على المسلمين لأداء العمرة والاكتفاء بمبلغ 300 ريال لجميع المتقدمين لطلب التأشيرة.
وحقيقة فإنه وفقاً لتعليمات وزارة الحج والعمرة في عام 2016 بوضع رسوم على تأشيرة تكرار العمرة؛ كان لظروف إستراتيجية تطلبت ذلك ولكن وبحمد الله وتوفيقه قد حقق الاقتصاد السعودي نمواً إيجابياً عام 2019م؛ مما يؤكد على جدوى الإصلاحات الاقتصادية التي عملت على تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط؛ ومنها السياحة، والثقافة، والترفيه.. وبذلك نرى أن القرار لتعزيز رؤية المملكة 2030 باستضافة 30 مليون معتمر؛ حيث يحفًّز القرار النمو في قطاعات النقل، والاعاشة، والسكن.. وانتعاشاً للأسواق عموماً.
حقيقة إن أهداف وثيقة خدمة ضيوف الرحمن الإستراتيجية تقوم على: تيسير استضافة المزيد من المعتمرين وتسهيل الوصول الى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة عالية للحجاج والمعتمرين، وإثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين.
ولتحقيق هذه الأهداف قامت وزارة الحج والعمرة بقيادة معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن، ومعالى النائب د. عبد الفتاح مشاط، ومن خلال مكتب تحقيق الرؤية بجمع البيانات والمعلومات من مصادرها الأساسية بوزارة الحج والهيئة العامة للإحصاء.. وغيرها.. للتعرف على أعداد المعتمرين خلال السنوات الماضية، ودراسة المتغيرات الناتجة. كما قام فريق مختص بعقد ورش مع مختلف الجهات الحكومية لدراسة فرص التحسين ورفع الكفاءة والعمل على صياغة مبادرات تحسين متناغمة.
بل قامت الوزارة بإرسال فريق عمل متخصص بزيارة شركات ووكلاء العمرة وبعض الدول التي يقدم منها ضيوف الرحمن ومع شركات محلية لإيجاد فرص متنوعة لتحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتطوير خطة عمل لتسهيل قدومهم. بل كانت هناك دراسات معيارية مع مؤسسات ذات خبرة عالمية مع الأخذ في الاعتبار خصوصية رحلة الحج والعمرة.
ووضعت أبعاد إستراتيجية للبرنامج تتمثل في: إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء العمرة والزيارة؛ ويقوم هذا البعد على: تسهيل القدوم لهم من خلال التأشيرات الإلكترونية والتقنية التي تتبعها وزارة الحج والعمرة في خدمات القدوم، حيث يتقدم الملايين على العمرة من خلال المنصة الإلكترونية ويتوقع هذا العام زيادة العدد ليصل إلى 10 ملايين معتمر.
بل ركزت في استراتيجياتها على بعد مهم وهو تحقيق استدامة القطاع من خلال تطوير الاستدامة التنموية لأعداد المعتمرين القادمين من خارج المملكة موزعة خلال أشهر العام فلا يكون ضغط كبير في شهر معين وقلة في أشهر أخرى . بل من خلال تعزيز الاستدامة البشرية وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية لخدمة ضيوف الرحمن.
ولتحقيق كل ذلك تقوم الوزارة بأتمتة الإجراءات وتفعيل استخدام التقنية والتأكد من تكامل الأنظمة مع الجهات ذات العلاقة في: الصحة، والأمن، ووزارة التجارة، والقطاع الخاص حيث يتم رفع مستوى الاجراءات بين مقدم الخدمة والمعتمر إلى مستويات عالمية بتطوير منصات الكترونية مترابطة.
وقد وضعت مؤشرات أداء لكل ركيزة من الركائز الاستراتيجية، وقياس رضا العملاء من المعتمرين عن أداء مختلف الجهات في رحلة العمرة.
كل تلك الخطط والإجراءات تجعل نجاح موسم العمرة بإذن الله محققاً وإن إلغاء رسوم تكرار العمرة خطوة في الاتجاه الصحيح.