جاء ذلك خلال حفل أقيم في جامعة الملك عبد العزيز بجدة اليوم, بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، ومعالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني, ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس, ومعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن اليوبي وأعضاء مجلس معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال.
وقال الأمير خالد الفيصل: "يسرني أن أعلن عن الفائز بجائزة الاعتدال في دورتها الثالثة للعام 2019، وهو الدكتور عبدالله الربيعة".
وتُعد جائزة الاعتدال من أهم الجوائز المحفزة لتعزيز قيم الاعتدال والوسطية ومكافحة التطرف بجميع أشكاله محلياً وخارجياً، كما تُعد الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي والدولي، لتؤكد نهج المملكة المتبني للفكر الوسطي المعتدل منذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود-رحمه الله-. وساهمت الجائزة في الكشف عن الجهود الحثيثة في استئصال الأفكار المتطرفة والهدامة للمجتمع والشباب ومحاربتها بكل الطرق والوسائل، وتعزيز قيم الاعتدال وتطبيقاته في شتى المجالات، ومن خلال أفكار علمية وفكرية وأمنية متنوعة.
الربيعة.. محطات العطاء والإنجاز
يُذكر أن الدكتور الربيعة تولى 13 منصباً ساهمت في اختياره لنيل جائزة الاعتدال في موسمها الثالث، كان من أبرزها منصب وزير الصحة، واستشاري جراحة الأطفال، حيث أجرى 47 عملية للتوائم السياميين من 20 دولة، لتنقل صورة ونهج سعودي يدعو إلى النهج الوسطي. وواصل الربيعة هذا النهج بعد أن تولى مهمة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والإغاثة الإنسانية، حيث أشرف على 176 مشروعًا للإغاثة, والإغاثة في 37 دولة، شملت المجالات الرئيسية المُركز عليها كمشروعات الأمن الغذائي والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والنساء والأطفال والتطعيم والمأوى.
وساهم الدكتور الربيعة بعد توليه عام 2015 مهمة الإشراف على مركز الملك سلمان للإغاثة في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليكون المركز مختصاً بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة وفقاً للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة المتمثلة بالحيادية والشفافية والاحترافية والمهنية والمبادرة والإبداع, وبناء الشراكات والدعم المجتمعي للدول الشقيقة والصديقة، حيث وصلت المساعدات الإنسانية المقدمة إلى 1050 مشروعا في 44 دولة بقيمة 3 مليارات و542 مليوناً و362 ألف دولار أمريكي، كما نفذ المركز 225 مشروعاً مخصصاً للمرأة بقيمة 389 مليون دولار، كما خصص 224 مشروعاً للأطفال بقيمة 529 مليون دولار.
ويُعد البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم السيامية مرجعاً عالمياً, حيث تم خلال 29 عاما مضت تقييم ودراسة 106 حالات توائم سيامية، من عشرين دولة تمثل ثلاث قارات، وقامت المملكة من خلال البرنامج بفصل 47 توأماً سيامياً بنجاح مما جعل البرنامج أحد المبادرات الإنسانية الطبية السعودية المتميزة على مستوى العالم. وقد ساهمت هذه العمليات التي قام بها الدكتور الربيعة في إيصال رسائل اعتدال وتسامح للعالم، يؤكد نهج المملكة في تعزيز التسامح والاعتدال في مختلف المجالات، مما أدى إلى اعتناق والد التوأم الكاميروني "فينبو وشيفنبو" الدين الإسلامي، اللذين أجريت لهما عملية فصل في المملكة عام 2007م, و تبعه جميع أهالي قرية التوأم، ووالدة التوأم السيامي التنزاني "أنيتسيا وميلنيس" التي أشهرت إسلامها ولقنها معاليه الشهادة عقب نجاح عملية فصل طفليها في عام 2018م، لتؤكد هذه الأحداث أن المملكة وقيادتها وشعبها تعكس الصورة الحقيقية للإسلام، دين المحبة والمودة والإخاء، وأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بعمليات فصل التوائم السيامية جاءت لتظهر هذا الواقع وتبرز الصورة المنيرة لهذا الوطن والإسلام على الأرض.
وشكل شهر ديسمبر 1990، فرصة تاريخية للدكتور عبدالله الربيعة ليلفت أنظار وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ليقوم بأصعب العمليات الجراحية تعقيداً بعد فصله أول توأم سعودي ملتصق في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض. هذه الحالة شكلت شغفاً للطبيب السعودي الذي أصبح الأشهر على مستوى وسائل الإعلام الدولية، التي ركزت تقاريرها ونشراتها الإخبارية على تمكن طبيب شاب من القيام بهذه العمليات الجراحية الأكثر تعقيداً في المسار الجراحي، بعد أن أجرى 47 عملية ناجحة لفصل معقد لتوائم سيامية، من 20 دولة، كان منهم ثلاثاً لتوائم طفيلية، والبقية لتوائم سيامية كاملة، وتمت من قيادة المملكة.
وتعُد حالة التوأم الماليزي الملتصق "أحمد ومحمد" من أكثر الحالات تعقيداً، بعد أن ناشدت عائلة الطفلين حكومة المملكة لإجراء العملية، ليوافق الربيعة على قبول طلب الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وأجرى العملية الجراحية للتوائم في سبتمبر 2002، واستغرقت المراحل الجراحية العديدة 23.5 ساعة وأدت إلى انفصال ناجح للأولاد.
فكرة.. و5 أهداف رئيسة
يُذكر أن جائزة الاعتدال نبعت منذ 3 أعوام من فكر سمو الأمير خالد الفيصل ورؤيته في بناء الإنسان السعودي والمكان، وتحقيق الإنجاز والتميز والإبداع، ليجمع فيها منهجه الدائم "لا للتطرف لا للتكفير، لا للتغريب، نعم للاعتدال في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة، إنه الدين والحياة، إنه الإسلام والحضارة، إنه منهج الاعتدال السعودي"، ليكون هذا النهج نقطة انطلاق لأول جائزة في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي، تعنى وتهتم بتعزيز الاعتدال والوسطية. كما أن مسؤولي الجائزة وضعوا نصب أعينهم 5 أهداف رئيسية تسعى إلى تعزيزها في المجتمع، وتتثمل في:
1- إبراز الصورة الحقيقة للمملكة في مجال الاعتدال
2- دعم الجهود في مجال الاعتدال
3- تشجيع المبادرات المعززة لثقافة الاعتدال
4- زيادة مستوى الوعي حول أهمية الاعتدال في مجالات الحياة كافة
5- دعم وإبراز الجهود الرائدة للأفراد والجماعات أو الهيئات والمؤسسات التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاعتدال وتطبيقه