الحدث الإرهابي الكبير الذي استهدف منشأتين لشركة أرامكو السعودية في بقيق وخريص صحبه إدانات دولية وأخرى عربية وإسلامية.. إنه حدث كبير، ولكنه أثبت للعالم بأسره «الصديق والعدو» بأن السعودية قوية للدرجة التي استطاعت فيها شركة أرامكو -بما تملكه مِن قدرات فائقة «إدارية وتقنية ومهارات عليا لكفاءات وطنية»- أن تثبت الحرفية العالية في الأداء، فكان المؤتمر الصحفي الذي تحدَّث فيه سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والذي أعلن فيه ما يُبشِّر من استعادة قدرة شركة أرامكو على الوفاء بالتزاماتها مع عملائها، فالثقة التي يضعها سوق النفط العالمي في المملكة يحفظ لها الاستقرار.
احتياطات أرامكو السائلة من النفط تفوق أضخم 5 شركات عالمية، فهذه هي السعودية التي تمتلك العزيمة التي تهزم بها وتقاوم كل التحديات، حيث تُعد أرامكو السعودية أضخم شركة نفط في العالم امتلكت في عام 2017 احتياطات سائلة تُقدَّر بـ 260.2 مليار برميل من النفط، الذي يعتبر أكبر من الاحتياطات المجمعة لـ»اكسون موبيل وشركة شيفرون وشركة رويال داتش شل وشركة بي بي وشركة توتال»، والتي تمتلك مخزوناً يكفي لـ54 عاما.
خادم الحرمين الشريفين -أيَّده الله بنصرهِ وتمكينهِ- يُؤكِّد في اجتماع مجلس الوزراء أننا قادرون على الرد والتعامل مع هذه الاعتداءات الجبانة، فهي لا تستهدف فقط المنشآت الحيوية للمملكة، بل تستهدف إمدادات النفط العالمية، وتُهدِّد استقرار الاقتصاد العالمي، مما يستدعي من المجتمع الدولي تحمُّل مسؤولياته لإدانة مَن يقف وراء ذلك.
سيُسجِّل التاريخ كيف استطاعت شركة أرامكو أن تعالج الأمر بكثير من الدقة والحرفية وسرعة الإنجاز، وكيف تلاحَم الشعب والقيادة من أجل مواجهة التحديات، فلن يثني من عزيمة السعوديين أي أمر جلل، بل ونحن على مقربة من ذكرى توحيد المملكة، لنُؤكِّد للعالم أننا نُعبِّر عن حبنا وولائنا لقيادتنا وانتمائنا الوطني ببذلِ مزيد من الجهد والعمل المتواصل لرفعة هذا الوطن، والاستمرارية في البناء والعمل قدمًا، لتحقيق الرؤية الوطنية العملاقة التي تنتظرنا على مشارف المستقبل المشرق لوطني، رغم كيد الأعداء وحقد الحاقدين، ودامت راية الوطن تُرفرف بالأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والتلاحم في أروع صورة إنسانية.