في الأثر عن رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- قوله: «كُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ». وفي سورة الفلق يقول تبارك وتعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾. ومن بين شرِّ ما خلق في زمننا الراهن، فئات حول بلدنا تبنَّت الطائفيَّة المذهبيَّة التي شوَّهت صورة المسلمين، ولا تملك من مكارم الأخلاق التي بعث الله من أجلها نبيَّنا الكريم عليه الصلاة والسلام. فئات أقامت مليشيات مسلَّحة على نهج المجرم حسن الصبَّاح؛ مؤسّس ما يعرف بالطائفة الإسماعيليَّة النزاريَّة؛ (الحشَّاشون) في ثلاثينيَّات القرن الرابع الهجريٍّ، ومنهم اشتقَّ اللفظ الأوربِّي (Assassination)، جماعة القتل والاغتيالات للوصول إلى السلطة والحكم. ولقد غاظهم وفتح شهيَّتهم لمحاولة تدمير ممتلكات المسلمين ما نحن عليه في مملكتنا من خيرٍ ورزقٍ وفير وأمنٍ وأمان. وما ذلك بغريب على سلوكهم! فأسلافهم منذ أن أكرم الله نبيَّنا الكريم عليه الصلاة والسلام بتنزيل القرآن الكريم عليه ليهدي بني الإنسان للتي هي أقوم، ومرشداً من اعتنقوا الإسلام بقوله لهم في خطبة الوداع: «يا أيُّهَا الناسَ أَلا إِنَّ ربَّكم واحدٌ، وإنَّ أباكُم واحدٌ، أَلا لَا فضلَ لعربِيٍّ على أَعجميٍّ وَلا لأعجميٍّ على عربيٍّ ولا لأحمر على أسودَ ولا أسودَ على أحمر إلَّا بالتقوى». مزيلًا بذلك الفوارق الاجتماعيَّة، وملغيًا العبوديَّة لغير الخالق عزَّ وجلَّ.
وما فتئ هؤلاء يُواصلون أعمالهم الإجراميَّة باسم الإسلام الذي هو منهم براء، وهم على مرِّ الزمن يُجنِّدون عناصرهم خدمةً لأعداء الإسلام، ولتحقيق مطامعهم في نهب ما أكرمنا الله به من ثروات رفعت بلدنا اقتصاديًّا إلى مجموعة دول العشرين. وها هم اليوم يحاولون التشويش على خطط التنمية التي باشرت قيادتنا السياسيَّة تنفيذها مع دخول مملكتنا المئة الثانية من عمرها المديد بعون الله، وستأتي أكلها بخيرٍ وفيرٍ يعمُّ أرجاءها لتبقى واحة أمان وسلام وتقدُّمٍ وازدهار.
ومع احتفالنا هذه الأيام باليوم الوطني، فقد انتهزت تلك الفئات الضالَّة المناسبة لمحاولة تعكير صفو احتفالاتنا بشنِّ هجمات إرهابيَّة على مرافق إنتاج شركة أرامكو السعوديَّة للبترول والغاز، لتكشف بذلك للعالم زيف الادِّعاء بأنَّهم مسلمون. فالمسلم من سَلمَ النَّاس من لسانِهِ ويَدِه. ومع استهانتهم بالمواثيق والمعاهدات الدوليَّة، وهذا ما يوجب على المجتمع الدولي والدول المحبَّة للسلام العاملة على مكافحة الإرهاب بشتَّى أشكاله وأنواعه اتِّخاذ خطوات جادَّة وعمليَّة لضمان الأمن والأمان في البلدان كافَّة، باستئصال شأفته بكلِّ الوسائل المتاحة والممكنة.