يعيش الشاب حسين سعيد مقبل (30 عاما) منذ أسبوع بين حياة الألم والأمل في آن واحد، وتنهش من جسده الهموم، فيقاومهما ويصارعها بالأمل بالله ثم بالموسرين ممن أفاء الله عليهم، فتارة يغلبُ أملهُ ألمه، وأخرى يكون العكس من ذلك. وصدر بحق حسين سعيد مقبل - العائل الأول لأسرته، حكم تنفيذي مُلزم بسداد مبلغ 500 الف ريال عبارة عن دية حادث مروري جرى منذ 5 سنوات، ويُتوقع إيقاف خدماته قريبا، إضافة إلى تعرضه لأمر السجن لا قدر الله، لعدم استطاعته سداد المبلغ. ويشكي حسين حاله إلى والده الستيني ولسانُ حاله الندم الشديد على ماجناه، ولا اعتراض على قضاء الله وقدره، فأعضائه تختلج،وعينه تدمع، ولا يملك الأب إلا دمعات مثله لكنه لا يستطيع إرسالها، وزفرات لا يستطيع تصعيدها،فالأسرة كلها تعيش الجحيم ذاته.
ويقول والده: «كتب الله في لوح مقاديره هذا البلاء على ابني،وأراه كل ليلة في فراشه مهموما فجزعت، ثم خفتُ عليه مما يترتب من عدم استطاعتنا من سداد هذا المبلغ الكبير ففزعت، وكأنما يخيّل إليّ أن تتوقف خدماته فتعطل إعالتنا به – بعد الله -، أو يُسجن، فنزداد هما إلى هم وكرب إلى كرب، فتوجهنا إلى الله ندعوه ليلة تلو ليلة،والأمل فيه يزداد لحظة بعد لحظة، بأن ييسر لنا أهل الخير بسداد الدية عنه، ليرسموا الفرحة على الأسرة بأكملها، فقلد طال علينا الليل حتى مللناه،ولكننا نسأل الله أن يفرج لنا سواده في القريب العاجل».