الوطن هو العشق الخالد على مر السنين، ومع كل يوم أستشعر فيه يا وطني نعمة الأمن والاستقرار والرخاء والعز والشموخ، تزداد مشاعر الوطنية في وجداني، ويعلو صوتي لأقول بكل فخر: أنا سعودية.
نعم وطني ليس ككل أوطان الأرض.. أرضي أرض المقدسات ومهبط الوحي، أرض الحضارات والأمجاد الخالدة.
في ذكرى اليوم الوطني 89 ومع شروق أول أيام الميزان 23 من سبتمبر عام 2019 نحتفل مع قيادتنا الرشيدة بيوم التمكين والنصر والوحدة والتلاحم والاستقرار والأمن، ونستذكر معاً ما سطَّره لنا التاريخ من بطولات وشجاعة وإقدام مُؤسِّس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
من محافظة ينبع، وباسم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أتقدَّم لمقام سيّدي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد ولسعادة محافظ ينبع، ولكل أفراد المجتمع السعودي، بخالص التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا، ونحن نُجدِّد البيعة والولاء لقيادتنا الرشيدة.
على مدار تسع سنوات مرَّت منذ كُلِّفتُ كمُمثِّلة للمركز في المحافظة، وفي كل يوم تغمرني مشاعر الاعتزاز بما يُمثِّله مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ولكل القيم التي يتبنَّاها، والتي آمنتُ بها منذ اليوم الأول، وعملتُ مع فريق عمل متميِّز من نساءٍ وفتيات ينبع لتحقيقها.
واليوم وعبر استراتيجية المركز الجديدة التي تُؤكِّد على نشر فكر الاعتدال والوسطية، والوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع، وتُعزِّز ثقافة الحوار والتسامح والتعايش واحترام الاختلاف من خلال التواصل الفعَّال، والشراكات المحلية والدولية، وما يحمله من رسالةٍ كبرى نحصد ثمارها يوماً بعد يوم، احتفالاتنا باليوم الوطني تتجدَّد كل عام وتتنوَّع، ويزداد عدد المشاركين والمشاركات في هذه الفعاليات بمختلف الأعمار، ومن مختلف الجنسيات التي تعيش معنا وبيننا، نُشكِّل نسيجاً مجتمعياً فريداً من نوعه.
نفَّذنا معارض فنية للفن التشكيلي وللصور الفوتوغرافية التي تُعبِّر عن حب الوطن من بداية التكليف بمهام مشرفة المركز في المحافظة، وقدَّمنا أوبريت باسم (دعوة حوار)، وآخر بعنوان (شكراً ملك)، وها نحن اليوم نُوثِّق مشاريع رؤية وطن، عبر لوحات فنية تليق بقمة وطن.
عقدنا الورش الحوارية التي تخاطب الطفل والمرأة والشباب والفتيات، وشاركنا معنا الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وكافة الجهات الحكومية والخيرية، والمؤسسات الكبرى الراعية لكل هذه الاحتفالات في تلاحمٍ وطني مبارك.
وطن يعلو شأنه بين الأمم، ويبقى شامخاً على مر العصور والأزمان، لا تليق به إلا القمم، ومكانته دوماً فوق السحب، وستبقى بلادي منارة بين شعوب الأرض، وأنموذجاً يُحتَذَى به في التلاحم بين القيادة والشعب، وحب وولاء المواطن لوطنه المملكة العربية السعودية.
بالأمس القريب كان لنا موعد ننتظره كل عام مع احتفالات اليوم الوطني، لتشارك نساء وفتيات ينبع في المهرجان الوطني الحواري للمرأة والطفل، في ملحمةٍ وطنية تُعبِّر عن مشاعر التلاحم والانتماء، والتعايش والمحبة، واستشعار نعمة الأمن، وتجديد الولاء والبيعة.
قد تعجز الكلمات عن التعبير عندما يتعلق الأمر بالوطن الذي نستظل برايته الأقدس، الخفَّاقة بشهادة التوحيد، وعندما أتحدَّث عن ملك الشهامة والحزم وولي العهد صاحب الفكر والرؤية والعزم، وقائد مشاريع تنطلق بنا نحو مستقبل، يليق بالقمة للسعوديين.