ذكرني مقال الصديق د. عبدالعزيز داغستاني: (معادلة الوقت والمال)، بصحيفة الوطن، 25 سبتمبر 2019، بأحد أشهر الإفيهات في السينما العربية جاء على لسان الفنان عادل إمام في فيلم (عنتر شايل سيفه)، يقول فيه: «الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب»، فالمال والوقت صِنْوان ينطح كل منهما الآخر!
يطرح الصديق داغستاني في مقاله سؤالاً محورياً يقول: هل الوقت والمال شيء واحد؟، وهل تتساوى الإجابة عن هذا السؤال عند كل الناس؟، هل من يزهد في المال لا يهتم بالوقت؟ ألا يبادل الناس أحدهما بالآخر؟.
أسئلة الداغستاني تميل، في نظري، للتفكير الفلسفي، أكثر من ميلها للفكر الاقتصادي. رغم أنه شخصياً، كما فهمت من مقاله، يراها تساؤلات ذات صبغة اقتصادية بحتة؟ فرغم اعترافه أن لها جانباً فكرياً لا يمكن إسقاطه من الإجابة، إلا أنه يرى أن مثل هذه التساؤلات هي «تساؤلات فكرية تائهة يُفقد بها الوقت والمال معاً»!!
والواقع أنه ليس عندي إجابة قاطعة على التساؤلات الداغستانية، لكنها تأخذني إلى قصة المليونير الأمريكي المتقاعد الذي قرر الذهاب بيخته الفخم لأحد الشواطئ المكسيكية حيث وجد هناك شاباً نائماً على الرمال واضعاً قبعته المكسيكية العريضة فوق وجهه فلما استيقظ الشاب، دار الحوار التالي بينهما:
- الأمريكي المتقاعد: ماذا تفعل هنا أيها الشاب.. ألا عمل لديك؟
- الشاب المكسيكي: لا.. ليس لديَّ عمل، وأنا نائم هنا على الشاطئ.
- يا لك من شاب كسول. لقد أمضيت أكثر من أربعين عاماً من عمري في العمل كي أستمتع أخيراً بهذا الشاطئ الجميل.
- ولماذا عليَّ أن أنتظر كل هذه المدة وأضيع كل تلك السنوات من عمري... أنا أستمتع بما حُرمت أنت منه طوال عمرك!!
* وأخيراً.. هناك طُرفة سمعتها زمااان تقول إن سؤالاً وُجه لثلاثة أشخاص، أمريكي وفرنسي وسعودي يقول: هل المتعة عمل يحتاج لجهد كبير؟!، وأيهما تفضل أكثر: المتعة أم العمل؟
- قال الأمريكي: بالطبع أفضل العمل لأنه يجلب المال.. والمال هو الأساس في الحياة.
- وقال الفرنسي: أفضِّل المتعة.. فهي الحياة.
- أما السعودي ففكر بعض الشيء ثم قال: أعتقد أن المتعة أهم.. لأنها لو كانت تحتاج إلى جهد لاستقدمت عاملاً يقوم بها!!