دور النساء في العمل الدبلوماسي في الأرجح يكون من خلال تقلد منصب سفير أو عضو من أعضاء الكادر الدبلوماسي بدرجاته ملحق، مستشار...الخ أو عمل المرأة كأن تكون زوجة رجل دبلوماسي، وكل الدول تحترم تواجد العنصر النسائي في العمل وتجدهن في قوائم أسماء شخصيات أعضاء السفارات الممثلين لبلادهم أو مكاتب الملحقين الثقافيين أو الصحيين أو غير ذلك. يروي السفير المصري فتحي الجويلي عن حرم السفير المصري السابق في الصين وكيف كانت تتمتع بحُسن معاملة أعضاء السفارة وزوجاتهم وأولادهم بينما زوجها يعامل هؤلاء بطريقة رسمية كانوا يعتبرونها كمعاملة ضابط الجيش للعساكر والجنود حيث تم تعيينه كسفير هناك من الجيش الى العمل الدبلوماسي دون أن يمر بأي تجربة في هذا العمل، وفي هذا السياق كان لابد من التفكير الجدي في إعادة النظر في اختيار العسكريين لتمثيل البلاد في الخارج وإن كانت هناك حالات مشرِّفة كما هو الحال في سفيرنا الحالي في المغرب، إلا أن مجال اختيارات السفراء ولاسيما من المدنيين لابد وأن يمر عبر قنوات وقواعد تنظم عملية الاختيار دون أي تحيّز من أي نوع، وأن يكون اجتياز دورة المعهد الدبلوماسي أحد الشروط فقط، ولابد أن يخضع المرشح لاختبارات متعددة تشمل قدرته على الحوار مع الآخر أياً كان هذا الآخر، خُلوُّه من العُقَد والإفرازات النفسية والقدرة على التعامل بإيجابية مُطلقة في كل المواقف، وأن يكون مِضيافاً ورجل علاقات عامة ناجحاً، ويفضل أن ترافقه زوجته في مهمته، وهذا الأمر في غاية الأهمية، فهي المُكمل لدور زوجها كسفير ناجح، والتجربة أكدت لنا أهمية هذا المعيار، وقد رأينا وعزمنا زوجات سفراء تركوا بصمات لا تُنسى في كل البلدان التي مروا بها، على أن هناك نقيضاً لما ذُكر لسنا بصدد بحثه الآن.
بعض الدول تُخضع زوجة السفير لمقابلة شخصية للتأكد من تأهيلها للقيام بمهمة زوجة سفير كما هو الحال في مصر على سبيل المثال.
لو أردنا أن نعدد معايير اختيار السفير وزوجته فلن يسعنا هذا الحيَّز الضيق ولكنها لن تفوت على ذوي الخبرات والاختصاص في هذا الشأن. هناك العديد من النشاطات والاجتماعات واللقاءات الثقافية ومن بينها خدمة الإخاء الديني بين الديانات والاحتفاء بالشخصيات العامة، وفي هذا السياق كان لابد من التذكير بأهمية إتقان لغة الدولة التي يعمل فيها السفير والتعرف على الثقافة الدارجة في ذلك البلد بما فيها بعض اللهجات والأمثلة الشعبية السائدة فهي سلاح مهم للسفير وأعضاء السلك الدبلوماسي شأنهم شأن القضاة الذين يعملون في المحاكم حيث يتعذر قبول أحكامهم لو كانت ثقافتهم في هذا الجانب محدودة.
في مقال بعنوان زوجة سفير قبل عقد من الزمن كان الحديث عن أم باسم السيدة عفاف باحارث حرم السفير عبدالله عالم والدور الطليعي الذي قامت به والذكريات الطيبة التي تركتها وزوجها في كل البلدان التي عملوا فيها رافعين اسم البلاد عالياً وطلبت منها أن تكتب مذكراتها ليستفيد الآخرون من التجربة الثرية، ولا أدري إن كانت قد فعلت، فالأمر مطلوب منها ومن كل زوجات السفراء السعوديين ممن تركن بصمات جميلة عن بلادهن فاستحققن بكل جدارة لقب سفير.